Tuesday, March 31, 2009

هذه الفتاوى أجاب عنها فضيلة الدكتور/ أحمد الطيب عميد كلية الدراسات الإسلامية بأسوان جامعة الأزهر.

الفيزا كارت هل هى حلال؟
** تلقينا سؤالاً من قراء أعزاء يعيشون فى الولايات المتحدة الأمريكية يقولون فيه: نحن الشباب المسلم فى الغربة نتحرى الحلال والحمد لله. نرجو أن تبينوا لنا رأى الدين فى استخدام (الفيزا كارت) السائد هنا لأن البنوك عندنا ترسلها الينا لاستخدامها فى شراء الحاجات بدون أى ضمان وندفع المبلغ إلى البنك بعد ذلك كاملاً دون زيادة أو على أقساط شهرية مع زيادة بسيطة لأن بعض المسلمين هنا يرى أنها ربا.. فهل هذا حلال"؟
** يرى بعض العلماء أن هذه الزيادة من الربا للحرم لأنه قرض جر نفعاًَ. ويرى البعض الآخر أن هذه المعاملات صورة مستحدثة لا ينطبق عليها مفهوم الربا المحرم ويقولون أن هذه الزيادة الزهيدة التى تدفع للبنك فى حالة رد المبلغ على اقساط إنما هى مصاريف فى مقابل خدمات يقوم بها البنك وهذا فى مقابل خدمات تؤديها هذه المؤسسة وهو من تبادل المنافع المشروعة. ويؤكد رأى هؤلاء العلماء كثيرون من مسئولى البنوك من المتدينين الملتزمين فعندهم أن هذه الزيادة ليست أكثر من تعويض رمزى عما يسمونه (الفرصة الضائعة أو الفرصة البديلة) التى ضاعت على البنك، وبناء على ما تقدم وقياسا على ما افنى به الفريق الثانى من العلماء الأجلاء من أنه لا يوجد مانع شرعى يمنع البنوك من أن تأخذ تلك المبالغ من المتعاملين معها ما دامت تؤخذ على أنها مقابل خدمات فعلية وليست جشعاً ولا استغلالاً لذلك يجوز استخدام هذه البطاقة دون أى حرج، وأضيف إلى معلومات القارئ أن الفروع الإسلامية هنا فى مصر – وهى فروع خاضعة لرقابة شرعية وللجنة الفتوى من العلماء الكبار – مشتركة فى هذه الخدمة وتيسر لعملائها الحصول على هذه البطاقة بنفس النظام الوارد فى السؤال تقريباً.
صلاة خاصة
** قرأت فى بعض الكتب أن من قرأ سورة الإخلاص مائة ألف مرة كانت له عتقاً من النار فهل هذا صحيح؟ وتتحدث بعض الكتب عن صلاة خاصة إذا أداها الإنسان مرة واحدة فى العمر غفرت له ذنوبه ولو كان من السفهاء وفى هذه الصلاة يقرأ الشخص بعضاً من آيات القرآن فى السجود وقد قرأت تحذيراً من تلاوة القرآن فى السجود فما وجه الحق فى ذلك؟ وأريد أن أدفن معى مصحفى الذى احتفظ به فى حقيبتى فما حكم ذلك؟
** الأحاديث الواردة فى العتاقة الكبرى وهى قراءة سورة الإخلاص مائة ألف مرة والعتاقة الصغرى وهى قول لا إله إلا الله سبعين ألف مرة كلها أحاديث ضعيفة وقد حكم جمهور العلماء بردها وهذا هو الصحيح لأن القاعدة الفقهية هى أن الثواب على قدر المشقة، وفى مسألة العتاقة هذه نجد العتق من النار وهو أكبر ثواب يفوز به العبد يوم القيامة مترتباً على عمل سهل ميسور ويقول علماء الحديث أن من علامة عدم صحة الحديث أن يتضمن ثواباً ضخماً لعمل بسيط.
وإذن فالشخص الذى يفعل ذلك بنية الإكثار من تلاوة سورة الإخلاص أو الإكثار من قول لا إله إلا الله – بدون عدد محدد – يحصل له ثواب قراءة القرآن وثواب الذكر. أما من يفعل ذلك اعتقاداً منه بأن قراءة السورة بهذا العدد تعتقه من النار وتغفر جميع ذنوبه فإن عمله هذا يعد بدعة غير مشروعة وعملاً لا أصل له ولا يشهد له أى دليل صحيح يدل على مشروعيته لا من القرآن ولا من السنة الثابتة. والشئ نفسه يقال بالنسبة للصلاة الخاصة وللأعمال البسيطة التى يرتبون عليها ثواباً كبيراً أو عتقاً من النار والمطلوب فى الركوع التسبيح وهو بصيغة سبحان الله العظيم وبحمده أو سبحان ربى العظيم ام السجود فالمطلوب فيه التسبيح أو الدعاء بأية صيغة تحضر المصلى.
ولا تجوز الوصية بوضع المصحف فى الكفن ودفنه مع الميت ولا يلزم الأهل والورثة تنفيذ مثل هذه الوصية إجلالاً لكتاب الله تعالى من مخالطة القاذورات التى تسيل من جسد الميت وقد افتى أحد الفقهاء فى مثل هذه المسألة بوجوب نبش القبر لإخراج المصحف الموضوع إلى جوار الميت ولكن بشرط ألا يترتب على نبش القبر كشف جسد الميت أو رؤية عورته أو إيذائه من جراء النبش، كذلك: لا يجوز وضع كتب الأحاديث النبوية أو الأدعية فى أكفان الموتى ودفنها معهم أو بجوارهم للسبب نفسه.
زكاة صحيحة
** تعود أن أخرج زكاة مالى على دفعات من راتبى الشهرى وقد أخبرنى زميل بوجوب إخراج المبلغ دفعة واحدة وأن يكون من أصل المبلغ المدخر وليس من الراتب فهل هذا صحيح وماذا أفعل فيما دفعته جهلاً فى الأعوام السابقة؟
** ذهب جمهور أئمة الفقه إلى أن الزكاة تجب على الفور ولا يجوز تأخيرها كثيراً عن وقت وجوبها وأجازوا التأخير اليسير الذى لا يضر بمصلحة الغير، وقد منع الإمام أحمد أن يؤخر الشخص زكاته ويحبسها عنده ليدفعها إلى اقاربه الفقراء شهرا وراء آخر وكذلك يقول المالكية بوجوب دفع الزكاة على الفور. ومنعوا أن تبقى الزكاة عند الشخص وكلما يأتيه أحد يعطيه منها. وجوابنا للسائلة أن تبادر بإخراج الزكاة بعد وجوبها ولا تقسطها على شهور. ولا يلزمك أن تستقطعى مبلغ الزكاة المدخر. بل يمكنك دفعه من راتبك الشهرى، وزكاتك فى الأعوام الماضية صحيحة وعليك بمراعاة ذلك مستقبلاً
.

No comments:

Post a Comment