المهمل فى عمله مأكله حرام
** يستحل بعض الموظفين الغياب عن العمل والاهمال فيه بصفة مستمرة بدعوى أنه ليس لديه عمل يقوم به أو أن عنده مصالح شخصية يقدمها على العمل أو أن العمل لا يناسبه فما حكم الشرع فى ذلك؟
** ساعات محددة كل يوم والاخلال بهذا الالتزام ـ تحت أى مبرر من المبررات ـ اخلال بواجب شرعى أولا، وهروب من التزام متفق عليه لذا فإن الموظف الذى يخرج لقضاء مصالحه الخاصة أو يتهاون فى أداء واجب العمل ويهمل انتتهاء ساعات العمل التى تحددها اللوائح والقوانين لا شك يأكل حراما تنعكس آثاره السلبية عليه وعلى أسرته فى الدنيا قبل الآخرة، وما يقبضه عن فترات الهروب أو التزويغ، هذه سحت سواء كان ذلك فى صورة راتب أو حوافز أو مكافأت، والاحتجاج بعدم وجود عمل يؤديه أو أن العمل لا يعجبه ولا يناسبه احتجاج باطلالعمل عقد التزام بين الموظف والجهة التى يعمل بها وقد قبله الموظف وارتضى أن يلتزم الموظف بالوفاء بهذا العقد فى هذا المكان فالناس غالبا ما يشكون من اهمال مصالحهم وتأخيرها من يوم آخر ومن اسبوع لآخر رغم تردد صاحب المصلحة ومعاناته اليومية وإهدار وقته وماله ونفس الشئ ينطبق على الموظف الذى يهمل فى عمله ولا ينجزه فى أى جهة بحيث تتأثر الجهة التى يعمل بها أو صاحب العمل الذى يعمل معه من هذا الاهمال وهذا التأخير. وهذه الثمرة المرة نتيجة طبيعية لهروب الموظف أو تكاسله عن إنجاز عمله، وهو يعكس استهتار الموظف بمسئوليته والتزامه أمام الله أولا قبل التزامه أمام الجهة أو صاحب العمل على أن اللوائح قد نظمت مسألة التغيب عن العمل حددتها فى أنواع الاجازات وأذن الخروج، والموظف يعلم ذلك تماماً العلم فلا عذر له بأى وجه من الوجوه ومبرراته مرفوضة شرعاً وقانوناً.
اخفاء العيب فى الزواج
** تسأل قارئة فتقول: لى ابنة تبلغ 19 عاما وبها عيب خلقى فى القلب (أى مخلوقة به) وعرضناها على الاطباء فقرروا أن هذا العيب لا يمنعها من الزواج ولا الانجاب ولا يؤثر عليها فى ذلك. وسؤالى هل اخفاء هذا العيب على من يتقدم لخطبتها حرام؟ وهل يجوز لى أن أخصها بشئ من المال أكثر من أختها الصغرى؟
** ما دام هذا العيب الخلقى فى القلب لا يشكل أية خطورة على صحتها وحياتها كزوجة وأم ولا تظهر آثاره فى حركاتها أو تفكيرها أو كلامها، فلا يعد هذا عيباً ولا داعى لذكره للخطيب الذى يتقدم لها، ويجوز فى رأى كثير من الفقهاء أن تفضلى ابنتك هذه بشئ من المال أو غيره دون اختها الصغرى.
ما موقف زواجى هذا
** تزوجت من فتاة زواجا عرفيا كامل الشرعية بولاية زوج اختها ولكن دون علم والدها وبعد الزواج طلبتها من والدها فرفض رفضا تاما ويقوم الآن بإجراء زواجها من رجل آخر ما موقف زواجى منها؟ وهل يجوز أن تتزوج من غيرى ما دامت على ذمتى؟
** الزواج العرفى زواج صحيح إذا استكمل الأركان والشروط الشرعية ومنها الولى والصداق والشاهدان وصيغة الإيجاب والقبول ويتفق أئمة مذاهب الفقه الإسلامى على ضرورة وجود ولى يتولى العقد نيابة عن ابنته أو موليته. وقد انفرد الإمام أبو حنيفة بالقول بأن الفتاة البالغة العاقلة تزوج نفيها بغير إذن وليها بشرط أن تختار كفؤا وأن يدفع لها مهر مثلها، وقد استدل جمهور الفقهاء على ضرورة وجود ولى للفتاة بقوله صلى الله عليه وسلم (إنما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل) كما استدلوا أيضا بأنه لم يعرف فى صدر الاسلام أن امرأة زوجت نفسها بغير إذن وليها. هذا ولا يعتبر زوج الاخت ولياً فى زواج المرأة خصوصا مع وجود الاب، لأن للولاية ترتيبا محددا فى الفقه الاسلامى وقيل أن أجيب على هذا السؤال اود أن اتقدم بنصيحة إلى كل فتاة تراودها فكرة الزواج العرفى بغير إذن الولى أن تتريث وتفكر مائة مرة قبل أن تلقى بنفسها فى متاهات هذا الزواج المعقد وحتى لا تغامر بزواج باطل فى رأى جمهرة العلماء، وأن كان صحيحاً فى رأى الإمام أبى حنيفة، وأيضاً لترحم والديها وأسرتها من الآثار النفسية القاسية التى قد تواجههم بها بعد ذلك وهو أمر يتنافى مع بر الوالدين شكلاً وموضوعاً، ونفس هذه النصيحة أتقدم بها إلى كل شاب يدفع بفتاته فى هذا النفق المظلم، وعليه أن يزن الأمور بميزان العقل قبل ميزان القلب، وأن يفكر جيداً فى المشكلات الكبرى التى قد تنتظره وتنتظر زوجته وأهلها، خصوصاً أننا نعيش فى مجتمعات تعتبر مثل هذا التصرف نوعاً من الاعتداء على حرمات العائلات والبيوت.
وبناء على ما سبق أود أن أقول أن هذا الزواج ـ وقد صار أمراً واقعاً ـ زواج صحيح فى مذهب أبى حنيفة ويبفى أن يصارح الزوج والد زوجته وأسرتها بكل تفصيلات الموضوع ويعمل على رضاهم ونصيحتى للوالد أن يقبل بالأمر الواقع ويجبر بخاطر ابنته فهذا أفضل بكثير وأرضى لله من العناد والإصرار على انفصالها وسوف يجزل الله له الاجر والثواب فى الدنيا والآخرة.
هؤلاء ملزمون بالانفاق
** شخص ضحى بدراسته الجامعية من أجل اشقائه الستة الايتام والتحق بوظيفة بسيطة واستمر ينفق على اشقائه عشرين عاما وقد تخرجوا من كليات القمة وشغلوا مناصب ممتازة فى مصر وخارجها وقد تزوج هذا الشخص بعد أن تجاوز الأربعين لكنه توفى تاركا ثلاثة أطفال ومعاشا قليلاً لا يكفى حاجياتهم غير أن اعمامهم جميعاً ينكرون أى حقوق عليهم تجاه هؤلاء الايتام رغم ثراء الاعمام، فهل يعد ما أنفقه هذا الشخص على اشقائه ديناً يجب عليهم أن يروده لأولاده.
** هؤلاء الاعمام ملزمون بالانفاق على أولاد أخيهم من نواح عدة فمن الناحية الفقهية يرى فقهاء المذهب الحنبلى أن النفقة (تجب على القريب الموسر الذى يرث القريب المحتاج) بمعنى أن هؤلاء الاولاد لو قدر عليهم أن يموتوا ويتركوا مالا فإن أعمامهم يرثونهم، وعملاً بقاعدة: الغنم بالغرم والحقوق متبادلة) تلزم هؤلاء الاعمام نفقة أولاد أخيهم المعسرين. (ومن ناحية صلة الرحم التى جعلها الشرع من أعظم الحرمات ثواباً وعقاباً يجب عليهم أن ينفقوا على أولاد أخيهم إلى أن يصلوا إلى ما يقسمه الله لهم من حظوظ فى التعليم والاعمال ومن ناحية المروءة والإنسانية يجب على الاعمام أن يردوا بعض الجميل لهذا الشقيق الذى حرم نفسه من حقوق كثيرة ليوفر لهم كل ما ينعمون فيه الآن من يسر فى المال ووجاهة فى المنصب وأقل ما يجب عليهم فى باب الوفاء والعرفان بالجميل أن يضعوا أولاد أخيهم نصب أعينهم تربية ورعاية وكفاية بل يجب عليهم تقديم حاجات هؤلاء الايتام على حاجات أولادهم وزوجاتهم وهم مسئولون أمام الله تعالى فى الدنيا والآخرة عن الالتزام بهذا الواجب الشرعى.
** سألتنا سيدة عن مسائل عدة فقالت: توفى رجل قبل والده وترك زوجة وبنتين ثم توفى الوالد (جد البنتين) فهل لهاتين البنتين حقوق فى ميراث جدهما؟ ما عدد ركعات السنة بالنسبة للسيدات فى منازلهن – هل وضع المساحيق على وجه السيدة خارج المنزل حرام حتى إن كان خفيفا لا يلفت النظ – تتجهم أختى فى وجهى كلما زرتها هل إذا قاطعتها أكون قاطعة للرحم ويحاسبنى الله على ذلك؟
** لهاتين البنتين ميراث والدهما الشرعى فى تركة جدهما وصية واجبة بشرط ألا يزيد نصيب والدهما المتوفى على ثلث تركة الجد ـ ولا فرق بين الرجال والسيدات فى سنن الصلاة. وهذه السنة هى: ركعتا الفجر، وركعتان – أو أربع قبل صلاة الظهر وبعدها، وركعتان أو أربع – قبل صلاة العصر، وركعتان بعد صلاة العشاء – ثم الوتر وهو ركعة واحدة والوتر هو من السنة المؤكدة.
أما وضع المساحيق الخفيفة التى تحسن من صورة الوجه أو تدارى فيه شيئاً لا يراد ظهوره فلا بأس به إذا لم يلفت النظر، ولعله يكون من الزينة الظاهرة المباحة للنساء مثل كحل العيون وخضاب الأيدى والاقدام وما شاكلهما، والسيدة المستمسكة بدينها هى التى تقتصر على هذا القدر من الزينةاخفيفة التى تضفى عليها الوقار والجدية وتفرض احترامها على كل من يراها. أما صلة الارحام فهى واجبة شرعاً حتى مع هؤلاء الذين يقاطعون اقرباءهم ويتجهمون فى وجوهم وصلة الارحام لا تتحقق ـ بمعناها الاتم ـ إلا مع هذا النوع لأنك حين تصلين اختك التى تحبك وترحب بك فأنت مكافئة لها بمثل ما تفعله معك ونسميه فى هذه الحالة "مكافئة" لا "واصلة" لكنك تكونين واصلة للرحم حين تصلين أختك التى تقاطعك وتؤذيك بكلامها وثرثرتها.. وصحيح أن هذه الدرجة من صلة الرحم شاقة وصعبة على النفس لكن ثوابها وبركتها أكبر بكثير جداً من مشقتها وصعوبتها. وقد يشجعك على صلة أختك القاطعة قول النبى صلى الله عليه وسلم (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها).
ثواب صلاة الجالس
** هل يلزم وضع وسادة على ركبتى صلاة الجالس لتلامس جبهته فى السجود أم يكفى أن يسجد وهو جالس، وهل صحيح أن ثواب صلاة الجالس تعدل نصف ثواب صلاة القائم، ألا يكون فى ذلك انتقاص من حقه ما دام غير قادر على القيام؟
** لا يلزم أبداً وضع وسادة للمصلى من جلوس ليسجد عليه بل على المصلى الجالس أن يسجد على الارض إذا كان قادراً فإن لم يستطع أومأ برأسه ناحية الأرض ويكفيه ذلك.
وصلاة الجالس تعدل فى ثوابها نصف صلاة القائم إذا كان قادراً على القيام فإن كان عاجزاً عن القيام كان ثوابها مثل صلاة القائم.
كلمة الشرك
** سألتنا قارئة فقالت: كثيراً ما نسمع عبارة "لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل، واعتقد أن هذا القول شرك لأن العبد الضعيف لا يستطيع أن يمنع رحمة الله فهل اعتقادى هذا صحيح؟
** يجب أن يلفت النظر قبل الاتجاه إلى الخطأ الشديد الذى يقع فيه هؤلاء الذين يستعملون كلمة "الشرك" بهذه السهولة، وأكثر هؤلاء يجهلون انهم هم أنفسهم يغامرون بالخروج كلية عن الاسلام وهم يحكمون على المسلمين الموحدين بجريمة الشرك، وقد لوحظ فى السنوات القليلة الماضية انتشار حمى تكفير الناس بين شباب جاهل لا يعى ما يقول ولا يحسن فهمه من قريب أو من بعيد، والقاعدة التى اذكر بها القراء هنا هى هذا المقياس الذى حدده النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه للإسلام والإيمان حين سئل عن الايمان فقال: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث) وحين حدد معنى الاسلام بقوله: (بنى الاسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً وصوم رمضان) فأى شخص ينطبق عليه هذه الاوصاف هو مؤمن ومسلم بنص كلام النبى صلى الله عليه وسلم وحكمه وتشريعه ولا يجوزلأى شخص بالغا ما بلغ علمه أو فصله أو تقواه أن يصف أى شخص بالشرك أو الكفر، وقد بين النبى صلى الله عليه وسلم عاقبة المغترين مع تكفير المسلمين البسطاء فقال (لا يرمى رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك) البخارى كتاب الادب أما العبارة المشار إليها فإنه لا يقصد بها قائلها أن العبد الضعيف يحارب الله ويغلبه ويمنعه من انزال رحمته. فهذا المعنى لا وجود له فى ذهن اى شخص يردد هذه العبارة، بل المقصود أن الشخص المعنى بهذا الكلام أنه لا يرحم ولا يترك غيره يحقق رحمة الله وإنما يمنعه ويعطله فيتعطل وصول الرحمة للإنسان، والإسلام ليس ديناً حرفياً ولا متزمتاً يتوقف عند ظواهر الالفاظ ويتصيد معانيها البعيدة عن المقصودة بل هو دين يحترم نيات الناس وقصدهم، وأى مبتدئ فى دراسة الشريعة الاسلامية يفقه جيداً أن الامور فى الإسلام يمقاصدها وان الاعمال بالنيات.
** انا طالبة جامعية ابلع من العمر 20 عاما وقد ربانى والدى مع اخوتى تربية حسنة غير انه يرفض بشدة أن اتحجب خوفاً على من الانضمام إلى المجموعات المتزمتة من الطالبات هل اطيع أمر والدى أم ماذا افعل؟
** جوابى لهذه الطالبة انه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ونصيحتى للوالد إلا يرتكب اثم منعك من تنفيذ أمر الله تعالى ويكفى أن تضعى حجاباً بسيطاً يحقق الغرض الشرعى من الحجاب ومن حق والدك عليك ومن برك به أن تتفرغى كلية لدراستك وان تبتعدى تماما عن أية أنشطة أخرى تضيع وقتك وتشغلك عن دراستك التى ستسألين عنها أمام الله.
** يستحل بعض الموظفين الغياب عن العمل والاهمال فيه بصفة مستمرة بدعوى أنه ليس لديه عمل يقوم به أو أن عنده مصالح شخصية يقدمها على العمل أو أن العمل لا يناسبه فما حكم الشرع فى ذلك؟
** ساعات محددة كل يوم والاخلال بهذا الالتزام ـ تحت أى مبرر من المبررات ـ اخلال بواجب شرعى أولا، وهروب من التزام متفق عليه لذا فإن الموظف الذى يخرج لقضاء مصالحه الخاصة أو يتهاون فى أداء واجب العمل ويهمل انتتهاء ساعات العمل التى تحددها اللوائح والقوانين لا شك يأكل حراما تنعكس آثاره السلبية عليه وعلى أسرته فى الدنيا قبل الآخرة، وما يقبضه عن فترات الهروب أو التزويغ، هذه سحت سواء كان ذلك فى صورة راتب أو حوافز أو مكافأت، والاحتجاج بعدم وجود عمل يؤديه أو أن العمل لا يعجبه ولا يناسبه احتجاج باطلالعمل عقد التزام بين الموظف والجهة التى يعمل بها وقد قبله الموظف وارتضى أن يلتزم الموظف بالوفاء بهذا العقد فى هذا المكان فالناس غالبا ما يشكون من اهمال مصالحهم وتأخيرها من يوم آخر ومن اسبوع لآخر رغم تردد صاحب المصلحة ومعاناته اليومية وإهدار وقته وماله ونفس الشئ ينطبق على الموظف الذى يهمل فى عمله ولا ينجزه فى أى جهة بحيث تتأثر الجهة التى يعمل بها أو صاحب العمل الذى يعمل معه من هذا الاهمال وهذا التأخير. وهذه الثمرة المرة نتيجة طبيعية لهروب الموظف أو تكاسله عن إنجاز عمله، وهو يعكس استهتار الموظف بمسئوليته والتزامه أمام الله أولا قبل التزامه أمام الجهة أو صاحب العمل على أن اللوائح قد نظمت مسألة التغيب عن العمل حددتها فى أنواع الاجازات وأذن الخروج، والموظف يعلم ذلك تماماً العلم فلا عذر له بأى وجه من الوجوه ومبرراته مرفوضة شرعاً وقانوناً.
اخفاء العيب فى الزواج
** تسأل قارئة فتقول: لى ابنة تبلغ 19 عاما وبها عيب خلقى فى القلب (أى مخلوقة به) وعرضناها على الاطباء فقرروا أن هذا العيب لا يمنعها من الزواج ولا الانجاب ولا يؤثر عليها فى ذلك. وسؤالى هل اخفاء هذا العيب على من يتقدم لخطبتها حرام؟ وهل يجوز لى أن أخصها بشئ من المال أكثر من أختها الصغرى؟
** ما دام هذا العيب الخلقى فى القلب لا يشكل أية خطورة على صحتها وحياتها كزوجة وأم ولا تظهر آثاره فى حركاتها أو تفكيرها أو كلامها، فلا يعد هذا عيباً ولا داعى لذكره للخطيب الذى يتقدم لها، ويجوز فى رأى كثير من الفقهاء أن تفضلى ابنتك هذه بشئ من المال أو غيره دون اختها الصغرى.
ما موقف زواجى هذا
** تزوجت من فتاة زواجا عرفيا كامل الشرعية بولاية زوج اختها ولكن دون علم والدها وبعد الزواج طلبتها من والدها فرفض رفضا تاما ويقوم الآن بإجراء زواجها من رجل آخر ما موقف زواجى منها؟ وهل يجوز أن تتزوج من غيرى ما دامت على ذمتى؟
** الزواج العرفى زواج صحيح إذا استكمل الأركان والشروط الشرعية ومنها الولى والصداق والشاهدان وصيغة الإيجاب والقبول ويتفق أئمة مذاهب الفقه الإسلامى على ضرورة وجود ولى يتولى العقد نيابة عن ابنته أو موليته. وقد انفرد الإمام أبو حنيفة بالقول بأن الفتاة البالغة العاقلة تزوج نفيها بغير إذن وليها بشرط أن تختار كفؤا وأن يدفع لها مهر مثلها، وقد استدل جمهور الفقهاء على ضرورة وجود ولى للفتاة بقوله صلى الله عليه وسلم (إنما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل) كما استدلوا أيضا بأنه لم يعرف فى صدر الاسلام أن امرأة زوجت نفسها بغير إذن وليها. هذا ولا يعتبر زوج الاخت ولياً فى زواج المرأة خصوصا مع وجود الاب، لأن للولاية ترتيبا محددا فى الفقه الاسلامى وقيل أن أجيب على هذا السؤال اود أن اتقدم بنصيحة إلى كل فتاة تراودها فكرة الزواج العرفى بغير إذن الولى أن تتريث وتفكر مائة مرة قبل أن تلقى بنفسها فى متاهات هذا الزواج المعقد وحتى لا تغامر بزواج باطل فى رأى جمهرة العلماء، وأن كان صحيحاً فى رأى الإمام أبى حنيفة، وأيضاً لترحم والديها وأسرتها من الآثار النفسية القاسية التى قد تواجههم بها بعد ذلك وهو أمر يتنافى مع بر الوالدين شكلاً وموضوعاً، ونفس هذه النصيحة أتقدم بها إلى كل شاب يدفع بفتاته فى هذا النفق المظلم، وعليه أن يزن الأمور بميزان العقل قبل ميزان القلب، وأن يفكر جيداً فى المشكلات الكبرى التى قد تنتظره وتنتظر زوجته وأهلها، خصوصاً أننا نعيش فى مجتمعات تعتبر مثل هذا التصرف نوعاً من الاعتداء على حرمات العائلات والبيوت.
وبناء على ما سبق أود أن أقول أن هذا الزواج ـ وقد صار أمراً واقعاً ـ زواج صحيح فى مذهب أبى حنيفة ويبفى أن يصارح الزوج والد زوجته وأسرتها بكل تفصيلات الموضوع ويعمل على رضاهم ونصيحتى للوالد أن يقبل بالأمر الواقع ويجبر بخاطر ابنته فهذا أفضل بكثير وأرضى لله من العناد والإصرار على انفصالها وسوف يجزل الله له الاجر والثواب فى الدنيا والآخرة.
هؤلاء ملزمون بالانفاق
** شخص ضحى بدراسته الجامعية من أجل اشقائه الستة الايتام والتحق بوظيفة بسيطة واستمر ينفق على اشقائه عشرين عاما وقد تخرجوا من كليات القمة وشغلوا مناصب ممتازة فى مصر وخارجها وقد تزوج هذا الشخص بعد أن تجاوز الأربعين لكنه توفى تاركا ثلاثة أطفال ومعاشا قليلاً لا يكفى حاجياتهم غير أن اعمامهم جميعاً ينكرون أى حقوق عليهم تجاه هؤلاء الايتام رغم ثراء الاعمام، فهل يعد ما أنفقه هذا الشخص على اشقائه ديناً يجب عليهم أن يروده لأولاده.
** هؤلاء الاعمام ملزمون بالانفاق على أولاد أخيهم من نواح عدة فمن الناحية الفقهية يرى فقهاء المذهب الحنبلى أن النفقة (تجب على القريب الموسر الذى يرث القريب المحتاج) بمعنى أن هؤلاء الاولاد لو قدر عليهم أن يموتوا ويتركوا مالا فإن أعمامهم يرثونهم، وعملاً بقاعدة: الغنم بالغرم والحقوق متبادلة) تلزم هؤلاء الاعمام نفقة أولاد أخيهم المعسرين. (ومن ناحية صلة الرحم التى جعلها الشرع من أعظم الحرمات ثواباً وعقاباً يجب عليهم أن ينفقوا على أولاد أخيهم إلى أن يصلوا إلى ما يقسمه الله لهم من حظوظ فى التعليم والاعمال ومن ناحية المروءة والإنسانية يجب على الاعمام أن يردوا بعض الجميل لهذا الشقيق الذى حرم نفسه من حقوق كثيرة ليوفر لهم كل ما ينعمون فيه الآن من يسر فى المال ووجاهة فى المنصب وأقل ما يجب عليهم فى باب الوفاء والعرفان بالجميل أن يضعوا أولاد أخيهم نصب أعينهم تربية ورعاية وكفاية بل يجب عليهم تقديم حاجات هؤلاء الايتام على حاجات أولادهم وزوجاتهم وهم مسئولون أمام الله تعالى فى الدنيا والآخرة عن الالتزام بهذا الواجب الشرعى.
** سألتنا سيدة عن مسائل عدة فقالت: توفى رجل قبل والده وترك زوجة وبنتين ثم توفى الوالد (جد البنتين) فهل لهاتين البنتين حقوق فى ميراث جدهما؟ ما عدد ركعات السنة بالنسبة للسيدات فى منازلهن – هل وضع المساحيق على وجه السيدة خارج المنزل حرام حتى إن كان خفيفا لا يلفت النظ – تتجهم أختى فى وجهى كلما زرتها هل إذا قاطعتها أكون قاطعة للرحم ويحاسبنى الله على ذلك؟
** لهاتين البنتين ميراث والدهما الشرعى فى تركة جدهما وصية واجبة بشرط ألا يزيد نصيب والدهما المتوفى على ثلث تركة الجد ـ ولا فرق بين الرجال والسيدات فى سنن الصلاة. وهذه السنة هى: ركعتا الفجر، وركعتان – أو أربع قبل صلاة الظهر وبعدها، وركعتان أو أربع – قبل صلاة العصر، وركعتان بعد صلاة العشاء – ثم الوتر وهو ركعة واحدة والوتر هو من السنة المؤكدة.
أما وضع المساحيق الخفيفة التى تحسن من صورة الوجه أو تدارى فيه شيئاً لا يراد ظهوره فلا بأس به إذا لم يلفت النظر، ولعله يكون من الزينة الظاهرة المباحة للنساء مثل كحل العيون وخضاب الأيدى والاقدام وما شاكلهما، والسيدة المستمسكة بدينها هى التى تقتصر على هذا القدر من الزينةاخفيفة التى تضفى عليها الوقار والجدية وتفرض احترامها على كل من يراها. أما صلة الارحام فهى واجبة شرعاً حتى مع هؤلاء الذين يقاطعون اقرباءهم ويتجهمون فى وجوهم وصلة الارحام لا تتحقق ـ بمعناها الاتم ـ إلا مع هذا النوع لأنك حين تصلين اختك التى تحبك وترحب بك فأنت مكافئة لها بمثل ما تفعله معك ونسميه فى هذه الحالة "مكافئة" لا "واصلة" لكنك تكونين واصلة للرحم حين تصلين أختك التى تقاطعك وتؤذيك بكلامها وثرثرتها.. وصحيح أن هذه الدرجة من صلة الرحم شاقة وصعبة على النفس لكن ثوابها وبركتها أكبر بكثير جداً من مشقتها وصعوبتها. وقد يشجعك على صلة أختك القاطعة قول النبى صلى الله عليه وسلم (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها).
ثواب صلاة الجالس
** هل يلزم وضع وسادة على ركبتى صلاة الجالس لتلامس جبهته فى السجود أم يكفى أن يسجد وهو جالس، وهل صحيح أن ثواب صلاة الجالس تعدل نصف ثواب صلاة القائم، ألا يكون فى ذلك انتقاص من حقه ما دام غير قادر على القيام؟
** لا يلزم أبداً وضع وسادة للمصلى من جلوس ليسجد عليه بل على المصلى الجالس أن يسجد على الارض إذا كان قادراً فإن لم يستطع أومأ برأسه ناحية الأرض ويكفيه ذلك.
وصلاة الجالس تعدل فى ثوابها نصف صلاة القائم إذا كان قادراً على القيام فإن كان عاجزاً عن القيام كان ثوابها مثل صلاة القائم.
كلمة الشرك
** سألتنا قارئة فقالت: كثيراً ما نسمع عبارة "لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل، واعتقد أن هذا القول شرك لأن العبد الضعيف لا يستطيع أن يمنع رحمة الله فهل اعتقادى هذا صحيح؟
** يجب أن يلفت النظر قبل الاتجاه إلى الخطأ الشديد الذى يقع فيه هؤلاء الذين يستعملون كلمة "الشرك" بهذه السهولة، وأكثر هؤلاء يجهلون انهم هم أنفسهم يغامرون بالخروج كلية عن الاسلام وهم يحكمون على المسلمين الموحدين بجريمة الشرك، وقد لوحظ فى السنوات القليلة الماضية انتشار حمى تكفير الناس بين شباب جاهل لا يعى ما يقول ولا يحسن فهمه من قريب أو من بعيد، والقاعدة التى اذكر بها القراء هنا هى هذا المقياس الذى حدده النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه للإسلام والإيمان حين سئل عن الايمان فقال: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث) وحين حدد معنى الاسلام بقوله: (بنى الاسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً وصوم رمضان) فأى شخص ينطبق عليه هذه الاوصاف هو مؤمن ومسلم بنص كلام النبى صلى الله عليه وسلم وحكمه وتشريعه ولا يجوزلأى شخص بالغا ما بلغ علمه أو فصله أو تقواه أن يصف أى شخص بالشرك أو الكفر، وقد بين النبى صلى الله عليه وسلم عاقبة المغترين مع تكفير المسلمين البسطاء فقال (لا يرمى رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك) البخارى كتاب الادب أما العبارة المشار إليها فإنه لا يقصد بها قائلها أن العبد الضعيف يحارب الله ويغلبه ويمنعه من انزال رحمته. فهذا المعنى لا وجود له فى ذهن اى شخص يردد هذه العبارة، بل المقصود أن الشخص المعنى بهذا الكلام أنه لا يرحم ولا يترك غيره يحقق رحمة الله وإنما يمنعه ويعطله فيتعطل وصول الرحمة للإنسان، والإسلام ليس ديناً حرفياً ولا متزمتاً يتوقف عند ظواهر الالفاظ ويتصيد معانيها البعيدة عن المقصودة بل هو دين يحترم نيات الناس وقصدهم، وأى مبتدئ فى دراسة الشريعة الاسلامية يفقه جيداً أن الامور فى الإسلام يمقاصدها وان الاعمال بالنيات.
** انا طالبة جامعية ابلع من العمر 20 عاما وقد ربانى والدى مع اخوتى تربية حسنة غير انه يرفض بشدة أن اتحجب خوفاً على من الانضمام إلى المجموعات المتزمتة من الطالبات هل اطيع أمر والدى أم ماذا افعل؟
** جوابى لهذه الطالبة انه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ونصيحتى للوالد إلا يرتكب اثم منعك من تنفيذ أمر الله تعالى ويكفى أن تضعى حجاباً بسيطاً يحقق الغرض الشرعى من الحجاب ومن حق والدك عليك ومن برك به أن تتفرغى كلية لدراستك وان تبتعدى تماما عن أية أنشطة أخرى تضيع وقتك وتشغلك عن دراستك التى ستسألين عنها أمام الله.
No comments:
Post a Comment