Saturday, March 28, 2009

هذه الفتاوى أجاب عنها فضيلة الدكتور صفوت حامد الأستاذ بجامعة الأزهر فيما يلى:

** هل تجب الزكاة فى ذهب الزينة الذى تستعمله المرأة؟
** الرأى الراجح أنه لا زكاة فى الحلى المباح للمرأة مهما بلغت قيمته وإذا كانت تستعمله أو تعيره لغيرها بدون مقابل – أما إذا كانت تؤجره أو كان للتجارة، أو كانت تدخره لنوائب الدهر، أو كان معداً لمن سيوجد للمالك من زوجة أو بنت، أو كان معداً لمهر من سيتزوجها أو يزوجها لولده، فإنه يجب فيه الزكاة فى هذه الأحوال – إذا بلغ نصاباً وحال عليه الحول، وكان فائضاً عن حوائج المالك الأصلية وحوائج من يعول.
** تسأل فتاة عن المال المدخر لتكاليف الزواج – وهو يدر ربحاً هبل تجب الزكاة فى الربح فقط؟ أو فيه وفى رأس المال معاً؟
** تجب الزكاة فى رأس المال وفى الربح معاً، بشرط بلوغ النصاب وحولان الحول، وزيادته عن الحوائج الأصلية للمالك ومن يعول، والحوائج الأصلية كالطعام والشراب والمسكن والملبس ونفقات التعليم والعلاج ووسائل الانتقال والخدمة إذا احتاج إليها. ومقدار الزكاة هو ربع العشر (وهو ما يساوى 25 جنيهاً عن كل ألف جنيه).
الحجاب والتفوق
** فتاة فى السادسة عشرة، ترتدى الحجاب تارة وتخلعه أخرى، خضوعا لآراء المحيطين بها، وهى تشعر بالذنب فى الحالتين، فإذا خلعته خافت من الله، وإذا التزمت به أحست بالتقصير فيما يتطلبه الحجاب من تعقل واتزان وسلوك، وهى تسأل عن علاقة الحجاب بالتفوق فى الدراسة، وهل هناك سن محددة للالتزام بالحجاب شرعاً؟
** هذا السؤال يصلنا كثيراً جداً واجبنا عنه مراراً ومع ذلك فلا بأس من اجابته.
إذا بلغت الفتاة سن التكليف الشرعى ، ولذلك علامات يعرفها عامة الناس، فإنه يجب عليها شرعاً أن تستر جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين لقوله تعالى: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" (سورة النور- 31) وقد فسر ذلك ابن عباس وابن عمر وعائشة، بالوجه والكفين وقد أخرج أبو داود والبيهقى وغيرهما عن عائشة رضى الله عنها أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال: "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا" وأشار إلى وجهه وكفيه وبالاضافة إلى كون الثوب ساتراً لجسد، ما عدا الوجه والكفين، يجب أن يكون غير شفاف ولا ضيق يحدد أجزاء الجسد، ولا لافت للانظار، وإذا لم تلتزم الفتاة بذلك فإنها تكون أثمة شرعاً، وينبغى أن ننبه إلى أن الإسلام لا يهتم فقط بالمظهر، بل يعنى أساساً بالنوايا الطيبة، وطهارة القلب، والسلوك الموافق للشرع، فالستر الخارجى لا قيمة له مالم يكن مصحوباً بطهارة الباطن والالتزام بأحكام الشرع فى السلوك، ولا فما أشبهه بالبناء الجميل الذى لا يوجد بداخله سوى حيات وعقارب وعفونات.
أما عن الصلة بين الحجاب والتفوق فى الدراسة فمما لا شك فيه أن المحافظة على الطاعات والبعد عن المعاصى يورث القلب نوراً يضئ الطريق لطالب العلم يقول الله تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله" ويقول: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً".
حقوق الزوجين
** إذا تم الطلاق بعد العقد وقبل الدخول فما هى حقوق كل من الزوجين فى الهدايا والشبكة ومقدم المهر ومؤخره – إذا كان الانفصال تلبية لطلب الزوج؟
** إذا تم الطلاق بعد العقد وقبل الدخول فإن الزوجة تستحق نصف المهر- المقدم منه والمؤخر لقوله تعالى: "وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم" (البقرة – 237)- أما الهدايا والشبكة فإنها من حق الزوجة، أما الهدايا والشبكة فإنها من حق الزوجة، ولا يستردها الزوج متى كان الطلاق بسبب منه وبناء على طلبه.
البلياردو والفيديو
** ما حكم العاب "البلياردو" والعاب "نوادى الفيديو" وما حكم الكسب من ورائها؟
** العاب "الفيديو" و "البلياردو" فى حد ذاتها هى من وسائل التسلية المباحة، ففيها رياضة الفكر ودرية للذهن، وتمريض للتحكم فى الأعصاب وجودة التصويب، ولكن هذه الإباحة مشروطة بالاعتدال فيها، وأن تخلو من المقامرة والاختلاط بين الجنسين والا تؤدى إلى تعطيل عبادة أو تأخيرها عن وقتها، وألا تؤدى إلى التقصير فى الدراسة وطلب العلم، أو التراخى فى العمل والإنتاج وتنمية الوطن، وألا تكون سبيلاً إلى إضاعة الوقت والمال فيما لا يفيد أما حكم الكسب من ورائها فهو حلال إذا اجتمعت شروط إباحتها التى ذكرناها وهو حرام إذا فقد شرط من هذه الشروط.
الروح بعد الموت
** عندما نسأل عن مصير الروح بعد الموت تجد إجابات متعددة فهناك من يقول: إنها ترفع إلى السماء، ومن يقول: إنها تعلق بين السماء والأرض، ومن يقول: إنها تحيا فى القبر- ألا يتعارض كل ذلك مع قوله تعالى: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ".
** الرأى الراجح فى تفسير قوله تعالى: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" (الإسراء- 85) أن السؤال المذكور فى الآية كان عن "حقيقة الروح التى هى مبدأ الحياة ومدار بدن الإنسان إذ أن ذلك من أدق الأمور التى لا يستطيع أحد إنكارها، وتحاول العقول معرفتها، ولكنها تعجز عن الوصول إلى حقيقتها، ولذلك جاء الرد الإلهى: "قل الروح من أمر ربى" أى إنها من الأسرار الخفية التى استأثر الله بعلمها، والتى لا تدركها عقول البشر، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" وهذا القليل لا يمكن أن يتعلق بهذه الأسرار، فلم يكن السؤال فى الآية إذن عن مستقر الروح بعد الموت، ومن ثم فلا تعارض بين هذه الآية وبين ما ورد من أقوال متعددة تتعلق بالمكان الذى تستقر فيه الروح بعد الموت، لأن الآية فى وأد، وهذه الأقوال فى وأد آخر، وقد وردت أخبار متعددة عن مستقر الروح بعد الموت، ويمكن الجمع بين هذه الأخبار بأن المنعم من الأرواح أنواع متعددة، فمنها ما هو طائر بين شجر الجنة، ومنها ما هو فى حواصل طير خضر، ومنها ما يأوى إلى قناديل تحت العرش، ومنها ما هو فى حواصل طير بيض، ومنها ما هو فى أشخاص صور من صور الجنة، ومنها ما تسرح وتترد إلى جثتها وتزورها، ومنها ما تتلقى أرواح المقبوضين، ومنها ما هو غير ذلك – وبهذا يمكن الجمع بين الأخبار المتعددة وهذا ما ارتضاه الحافظ جلال الدين السيوطى – رحمه الله.
** راض بقدرى ولست حزيناً على اأعانى من العشى الليلى وذهبت إلى أستاذ كبير من طب العيون لعلاج، ولكن دون جدوى، وأنا لم أتزوج بعد – وقد علمت أن هذا المرض وراثى وسوف يرقه الأبناء، ولا أحب أن يرث أولادى هذا المرض، فما حكم الشرع فى الامتناع عن الإنجاب فى هذه الحالة؟ علما بأننى لإطلاق.
** إذا ثبت للسائل بطريق علمى يقينى وذلك بالرجوع إلى طبيب حاذق مسلم عدل أن مرضه هذا سيرثه أبناؤه من بعده، فإنه يباح له فى هذه الحالة الامتناع عن الإنجاب حتى لا يرث أبناؤه هذا المرض، وهذا من الاعذار المبيحة لمنع الإنجاب، بشرط التأكد من أن مرضه وراثى، وهو بهذا يمنع ضرراً متيقناً أو شبه متيقن، والقاعدة الشرعية "لا ضرر ولا ضرار" – ونسأل الله له الشقاء، والرضاء بالقضاء.
** شاب اعتدى على بنت أخته، وهى طفلة صغيرة وقد أصبحت الآن فى الحادية والعشرين من عمرها، وتسأل أمها عن حكم الشرع فى ذلك. وماذا تصنع مع هذا الوحش الآدمى؟
** هذا وحش فى صورة إنسان، وقد ارتكب ثلاث جرائم فى آن واحد، وهى الاعتداء على العرض، والمعتدى عليه طفلة لا تعى ولا تستطيع المقاومة، ثم هى من محارمه، والمفروض فيه أن يحفظها ويرعاها ويكون قدوة حسنة لها، أننى لا أجد فى مفردات اللغة وصفاً يستحقه هذا الوغد، وأنصح السيدة أم الطفلة أن تطرده من بيتها، ولا تسمح له برؤية ابنتها حتى تنسى الحادثة البشعة التى مرت بها، ولا تذكر اسمه
أمامها حتى يمحى تماما من ذاكرتها، أما عقابه على جريمته فلا شك أنها من الكبائر عند الله التى أعدا لها عذاباً شديداً.
هذه الفتاوى أجاب عنها فضيلة الدكتور/ أحمد الطيب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية – جامعة الأزهر بأسوان
** تسأل زوجة تقول: يعمل زوجى بإحدى الدول العربية وأقيم بمفردى مع طفلين أحدهما مريض ويعالج فى ساقه وقد ادخر زوجى مبلغ عشرة آلاف جنيه أعطاها لنا وطلبت منه عدم السفر لأن إخوتى لا يساعدوننى وأهلى ضاقوا ذرعاً بمعاونتى فى خدمة أولادى بعدما أثقلت عليهم ويقول زوجى أن سفره هذا لتأمين معاشه ومعاش أولاده، فما رأى الشرع فى هذا الزوج الذى يسافر طويلاً ويترك زوجته وأولاده؟ علماً بأننى موظفة وحالتنا ميسورة.
**من المقرر شرعاً أنه يحرم على الزوج أن يهجر زوجته هجراً تتضرر منه وقد أجاز الفقهاء للزوجة – إذا طال غاب زوجها عنها – أن تطلب التطليق للضرر حتى لو ترك لها مالاً يكفيها ويكفى أولادها، وتوفير المال للزوجة وللأولاد. على أهميته ليس هو المقصد الوحيد من مقاصد الشريعة الإسلامية فى بناء الأسرة بل المقصد الأعلى هو تبادل المودة والرحمة بين الزوجين مع التزام الزوج بمسئولية التربية للأولاد التزاماً كاملاً، ورفع مستوى المعيشة لا يصلح عذراً شرعياً ما دام الحال ميسوراً وما دام يترتب عليه ضرر أكبر هو إهمال الأطفال وضياعهم، خصوصاً إذا كان الطفل مريضاً ويحتاج إلى والده بجواره، ومن حق والدك وأهلك أن يضيقوا ذرعاً بمساعدتك، لأن زوجك موجود على قيد الحياة وهو أولى برعاية ابنه المريض والزم عليه وأوجب، وبناء على ذلك يكون سفر الزوج فى مثل ظروفكم هذه أمرا غير مقبول شرعاً ويجب عليه أن يبقى معكم، وليكن على يقين من أن الله تعالى كما يرزق الناس خارج مصر يرزقهم فى مصر أيضاً وأن خزانته تعالى ليست مفتوحة فى مكان ومغلقة فى مكان آخر.
** انا زوجة فى العقد الخامس من العمر وموظفة ولى ولد وبنت وزوجى رجل صالح ياتمننى على عرضه وماله، لكنه يطلب منى أشياء لا أرضى عنها، مثل عدم الذهاب إلى أماكن معينة أو الخروج مع أشخاص لا يثق فيهم أو التحدث إليهم بالتليفون ويرى أن ذلك عمل لا يقبله الله ورسوله، وأنا أرى أن هذا ليس خطأ وأنه قيد على حريتى مما يضطرنى كثيراً إلى أن أخفى
عنه ما أفعله من هذه الأمور حتى لا أضايقه، فمن منا على حق؟
**
زوجك معه كل الحق وأنت تخطئين خطأ بالغا وهذه الأمور التى تقولين إنك ترضين عنها لا يرضاها الله ولا رسوله، وإذا كنت تعترفين بأنه يأتمنك على عرضه وماله فقد كان الأجدر بك أن تبادليه نفس هذه الثقة التى تفتقدها زوجات كثيرات هذه الأيام، واعلمى أن العلاقة الأسرية فى الإسلام علاقة مقننة ومحكومة بضوابط دقيقة تمتزج فيها الحقوق الشرعية بالمقاصد الاخلاقية امتزاجاً لايوجد فى أى نظام أسرى على وجه الأرض.
من هذه الحقوق حق الزوج فى منع زوجته من التحدث إلى من لا يثق في بدينهم وأمانتهم علاوة على خروجها معهم، ووجودها بينهم خارج منزلها فى زيارة أو نزهة من غير أن يكون معها زوجها، وهذه السلوكيات لا تعرفها الاسرة المسلمة المحافظة، وإن كانت معروفة للأسر الغريبة أو المتغربة التى تزن الفضيلة بميزان معوج، ولو أننا جرينا مع هذا المنطق الذى ترضين عنه فللزوج أن يطلب لنفسه حق المسامرة بالتليفون مع فتاة أو سيدة أخرى غيرك ومجالستها وزيارتها بحجة أن هذا يرضيه ويحقق له حريته، ولا يكون لك الحق فى الاعتراض ليه ومصادرة رغبته فى مصادقة الاخريات بكل ما تحمله هذه الرغبة من أذى لشعور الزوجة وطعنا لكرامتها وخصوصيتها لدى زوجها هذا الذى تستهين به من محادثة أناس لا يثق بهم زوجك وسهرك معهم من وراء ظهره واخفاء ذلك عنه باب كبير من أبواب المخاطرة بالاسرة وتدميرها وتقويضها من الاساس وهو سلوك مرفوض ومحرم فى شريعة الإسلام.
** ويقول سائل: أبلغ من العمر أربعين عاما ولى أولاد، وفى الفترة الاخيرة أشعر باننى مسحور ولا أستطيع القيام بالواجبات الزوجية مما أصابنى بحالة احباط سيئة. فما هى الادعية التى تفك هذا السحر؟ وهل ذهابى إلى أحد العرافين حرام؟ وماذا أفعل؟
** الذهاب إلى العرافين والمتصلين بالجن حرام، وتصديقهم فيما يقولون دليل ضعف الإيمان بالله تعالى وهذا الذى تشعر به يشعر به كثيرون وهى حالة تشبه الحالات المرضية يعرفها الاطباء المتخصصون الذين يجب أن نستشيرهم فى مثل هذه الحالات ونأخذ بما يشيرون به، ومع أننى اعتقد فى حقيقة السحر إلا أننى أجزم بأنه أصبح الآن أمراً مبالغاً فيه ويأخذ أكبر من حجمه بكثير بحيث أصبح شماعة يعلق عليه الكثير من اخفاقات الأسر وتقصيرها وعجزها عن مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية مواجهة صحيحة واعية حتى إن فشل التلاميذ فى مدارسهم وفشل الزوجة فى حسن إدارة بيتها ورعاية أسرتها وسوء خلق الزوج مع زوجته، ليس له من سبب عند معظم العائلات إلا "رش الأسحار" وتسليط الجان وقد نشطت سوق اللامعقول بين البيوت والأسر وراجت تجارته لاسف حتى لدى كثير من المثقفين والمثقفات وهى ظاهرة غريبة على الإسلام وعلى الايمان بالله تعالى الذى يقرر أن كل شئ فى هذا الكون بقضاء وقدر.
هذا ولا يوجد دعاء مخصوص إذا دعوت به زالت هذه الحالة أو تلك من هذه الامراض، بل الذى يامر به الإسلام أن تتداوى عند الاطباء من الأمراض العضوية أما الأمراض الأخرى فعليك أن تعالجها بالدعاء واللجوء إلى الله وسؤاله. فى تكرار والحاح – أن يدفع عنك ما تجده من ضرر وأذى. وإذا ذهبت لرجل يعالج هذه الأمراض الروحانية فلابد أن تتأكد أولاً أنه رجل صالح وأنه يعالج بالقرآن الكريم وبالأدعية المأثورة وأنه لا يستخدم السحر أو الجن فى أساليب علاجه، وعليك بالإكثار من الصلاة والتضرع إلى رحمة الله تعالى فى ثقة وتأكد من رحمته التى تتدارك المضطرين والمكروبين.
** ما موقف بعض الناس الذين يلبسون المايوه أو الشورت ويسيرون به على الشواطئ وكذلك الذين يذهبون بالشورت لصلاة الجمعة بالمسجد؟
** يتفق أكثر الفقهاء على أن عورة الرجل هى ما بين السرة والركبة وقال الامام ابو حنيفة أن ركبة الرجل من العورة وقد ورد أن النبى صلى الله عله وسلم قال لمن كشف عن فخذيه فإن الفخذ عورة، إذن فالظهور بملابس تكشف عن الركبة أو ما فوقها من الفخذين ممنوع شرعاً، وذلك لما فيه من التبذل ومن إثارة الغرائز وإذا كان هذا حكم الظهور بالشورت بين الناس فإنه فى صلاة الجمعة وفى المسجد أشد إثماً وكراهية لأنه خروج على أداب المسجد وعلى حشمة والوقار اللذين أمرا الله بهما عباده فى قوله تعالى "يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" والمقصود بالزينة ما يضفى على المرء بهاء ووقاراً، فإذا ظهر شخص فى المسجد بملابس تهتك الوقار، فانه يكون مجترئا على المسجد ورب المسجد، ولا أظن أحدا من هؤلاء يجرؤ على الدخول على مسئول صغير أو كبير فى مكتبه بالمايوه أو الشورت ولا أظن مسئولا كبيراً أو صغيراً يقبل أن يدخل عليه زائر بهذه الصورة المستهترة والمخلة بالآداب العامة، وقد ورد فى كتب الحديث عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما رأى غلامه يصلى فى ثوب واحد فقال له رأيت لو أرسلتك لفلان أكنت تذهب فى ثوب واحد؟ قال لا. قال عبد الله بن عمر: فالله أحق أن تتزين له أم الناس"؟ قال الغلام: بل الله ثم قال ابن عمر: قال صلى الله عليه وسلم "إذا وجد أحدكم ثوبين فليصل فيهما" وخلاصة القول إن هؤلاء الذين يذهبون إلى المسجد بالشورت يأثمون لأنهم يستخفون بآداب المسجد وبآداب الصلاة، وعلى أمام المسجد أن يلفت نظر المصلين إلى ضرورة مراعاة هذه الآداب الشرعية، وأن يبين لهم الاحكام الخاصة بهذه الاداب والا كان هو المسئول عن أخطائهم
.

No comments:

Post a Comment