Monday, March 30, 2009

هذه الفتاوى يجيب عنها فضيلة الشيخ عبد العظيم الحميلى من كبار علماء الأزهر

** سائلة تقول: اتفقنا مع قريب على أن يقرضنا قرضاً ميسراً سداده، بعد بيع الأرض وما عليها، فأقرضنا واشترينا شقة أقمنا فيها، وقمنا بسداد القرض حسب المتيسر، ثم قررنا بيع الشقة، وبيعت بثلاثة أضعاف ثمنها، فهل نعطى قريبنا بقية قرضه أم نزيده، وهل المتبقى بعد سداد الدين يكون فيه شبهة فقد ظهر أخيراً أن مال القريب نتج عن معاملات لا نعلم مدى نقائها؟
** الشقة التى اشتريتموها بقرض من قريبكم ثم بعتموها ليس فى الشراء ولا فى البيع شبهة تحرم عليكم الانتفاع بالمتبقى بعد سداد القرض، وليس للدائن حق فى زيادة عن قرضه لأنها تكون من الربا المحرم شرعاً والشبهة التى ظهرت بمال قريبكم وهو مسئول عنها، دون تدخل منكم، ولا يوجد فى سؤالك دليل قاطع يثبت تلك الشبهة.
** سائل يسأل: لى أبناء وزعت عليهم الأرض الزراعية للذكر مثل حظ الانثيين، وأعطيت واحداً منهم ستة قراريط زيادة وثلث الدار التى أملكها لأنه بذل معى مجهودات كبيرة، ويعمل بالزراعة، وأريد أن أعطيه بقية الدار لأننى أعيش معه، ويرعى مصالحى، علماً بان لكل من أخوته شقة، ومن يحتاج منهم أساعده، فهل على أثم أن فعلت ذلك؟
** ما قمت به من توزيع الأراضى الزراعية بين أبنائك للذكر مثل حظ الانثيين لا يعد توريثا لأن التوريث لا يتم إلا بعد وفاة المورث، وما قمت به هو من باب العطايا الموافقة للشرع بشرط العدل بين الأبناء، وقد عللت ما زدت أحدهم به بأنه عمل ومجهود بذله يستحق عليه عوضاً، ومما يحقق عدالتك مديد المساعدة لمن يحتاجها من أبنائك، وقد أجاز العلماء للأب زيادة لبعض أبنائه إذا تحقق لديه سبب للتفضيل على الإرضاء باقى الأبناء وتثمير المودة بينهم.
** سائلة تقول: أنا طالبة جامعية، وبحكم ذلك أتعرف على بعض الأولاد، وأتحدث معهم فى أمور الكلية والمذاكرة وغير ذلك. وأود أن أعرف حكم الدين الإسلامى فى ذلك؟
** ونجيب الطالبة الجامعية بأن تعرفها على بعض الأولاد والتحدث معهم فى أمور الكلية والمذاكرة وغير ذلك لا مانع منه ما دام ذلك فى إطار القواعد الشرعية، الواجب مراعاتها وبخاصة إذا كان الحديث مع طالب أو طلاب حيث يقتضى ذلك ضبط الحديث، وعدم إبداء زينة الطالبة مع الالتزام بالزى المحتشم، وهو مالا يشف ولا يصف، والبعد عن الخلوات المشبوهة، لأن من وضع نفسه فى مواضع التهم واتهم فلا يلومن إلا نفسه، ومن وصايا الإسلام "احرص على ما ينفعك ولا تعجز ولا تقل لو كان كذا لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان أعاذك الله منه ...
** قارئ يسأل: أقوم بالحج كل عام لمدة ثلاثة أعوام متتالية، وأنوى بإذن الله الحج للمرة الرابعة، ولكن صديقى قال: حجة واحدة تكفى، ومصاريف الحج الزائدة اتصدق بها للفقراء مع العلم أنى أقوم بالتصدق، وبالزكاة فهل صديقى كلامه جائز أم غير جائز؟
** العبادات التى فرضها الله علينا منها ما يتكرر خمس مرات فى كل يوم وليلة وهو الصلاة، ومنها ما يجب القيام به مرة واحدة فى العام وهو صوم شهر رمضان، ومنها ما يجب إعطاؤه لمستحقيه فى آخر كل عام وهو زكاة المال، أو عند الحصاد مثل زكاة المحاصيل الزراعية، ومنها ما يؤديه المستطيع مرة واحدة فى عمره كله وهو الحج "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" وحجتك الأولى أبرأت ذمتك من فريضة الحج، والثانية والثالثة تطوعت بهما دون إلزام من الشرع ولك أجرها أما تصدقك بعد هذا فى وجوه الخير المتعددة فثوابه مدخر لك عند ربك وصدق صديقك "حجة واحدة تكفى" موافقة لشرع الله عز وجل.
** سأل سائل: هل إذا تبرعت بمبلغ من المال لجمعية لرعاية الأيتام يعتبر صدقة جارية؟ أم أبحث عن أسرة فيها أيتام وأرسل لهم كل شهر بعض ما تيسر من المال؟ فما الصدقة الجارية فى الحالتين؟ وما الحكم بعد الوفاة؟
** إن التبرع بالمال رعاية الأيتام عن طريق جمعية فتعهدهم وترعى مصالحهم أو عن طريق اختيار أسرة فيها يتيم أو أيتام يعتبر فى نظر الشرع صدقة جارية فى الحالتين ويستمر ثوابها فى الحياة، وبعد الوفاة، ويؤكد هذا ما رواه جمهور من المحدثين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهر أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله فى صحته وحياته تلحقه من بعد موته.
** طلبت أختى إقامة أمى معى لتدخلها فى حياتها وحياة أبنائها مع زيادة مسئوليتها بعد وفاة زوجها... والمشكلة رفض زوجى إقامة أمى الدائمة لعدم راحته فى بيته عند وجودها واضطرارنا للسفر أحياناً ويصعب تنقل أمى، وأنا أزورها دائماً، وأقضى مصالحها، وهى متكفلة بنفسها مادياً، فماذا أفعل لأبرأ بوالدتى وأكون مطيعة لزوجى؟
** نجيب السائلة بأن عليك الاستمرار فى طاعة زوجك، وتحقيق راحته بما يحقق استقرار أسرتك، وتوددى لأختك وأقنعيها لترضيا وتصبر وتستمر فى تقبل إقامة والدتكما المسنة، وكل ابنة تقدم لها ما فى وسعها، ووسعك دوام زيارتها، وقضاء حوائجها والنظر بعين الرعاية فيما يقلق أختك من تدخل الأم فى حياتها وحياة أبنائها وانصحيها فى ود ورفق بعدم تدخلها فى حياة أحفادها، فمن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه والله يجزيكما خير الجزاء.
** شاب جامعى يسأل: اصلى منذ صغرى، أبى يعمل بالخارج، أمى حادة الطبع، فرضت شخصيتها على، فأصبحت سريع الغضب، بدون أصدقاء لا أستطيع الحوار، بعيداً عن أمور دنياى المشكلة عندما كبرت أشعر باتجاه عدوانى نحو أمى أحس بالكآبة، رغم أن ربى أنعم على بنعم أحسد عليها، وأخشى على نفسى من سوء معاملتى لأمى وتراجعى ماذا أفعل وأنا أخاف ربى؟
** إن الحياة مليئة بالمسرات والمساءات فمن سره حال ساءته أحوال، والذكى يقبل ما يسره بالشكر، وما يسوؤه بالصبر حتى تنجلى الغمة وأنت أيها الشاب أعطاك ربك من نعمة ما تشكره عليه، فلا يصدنك ما آلمك من تصرفات والدتك عن تجميل حياتك ودفع الكآبة عن نفسك، حتى تفوز بالدرجة العلمية التى تسعد دنياك، وما تشكوه من أمك من حرص زائد لم تستطع أن تقدمه لك برفق ومودة، فارفق أنت بها، وابتعد عن أى شعور عدوانى تجاهها، وأحسن إليها فمفتاح الجنة بين يديها، وأنت والحمد لله من المصلين تخاف ربك، وتخشى عقابه، فادعه وهو القريب لمن ناداه، فقد قضى
بتوحيده والإحسان اليهما، ملأ الله حياتك بهجة وسرور.

No comments:

Post a Comment