* هل الإسلام هو آخر الأديان السماوية؟ وهل هو صالح لكل العصور؟ وما هو الدليل على أن سيدنا محمداً رسول الله وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين؟
** من المعلوم من الدين بالضرورة أن الإسلام هو آخر الرسالات الإلهية وأنه صالح لكل العصور، وأن سيدنا محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والرسل، وهذا كله محل إجماع من الأمة، ولم يخالف فيه أحد من علماء المسلمين المعتد بهم.
لقد كانت كل الرسالات الإلهية خيراً وبراً ورحمة للناس، ويناسب كل منها عصراً معيناً. ويتلاءم مع مدى تقدم معرفة البشر واتساع خبراتهم، وكانت كل رسالة منها فى أكمل نظام فى عصرها، وهى مع ذلك تندرج فى الكمال إلى أن وصلت إلى الرسالة الخاتمة. رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهى رسالة تشتمل على جميع الكمالات الموجودة فى الرسالات السابقة عليها، وتزيد عليها كمالات أخرى هى التى تجعلها صالحة لكل عصر ومصر. هذه الكمالات تتلخص فى أن الله تعالى قد أودع فى أصولها ومبادئها اليسر والمرونة مما يجعلها صالحة للتطبيق فى كل زمان ومكان. فالعقائد فى الإسلام تقوم على البساطة والوضوح، وإقناع العقل، والبعد عن التعقيد والخرافات، بحيث يفهمها ويسلم بها فى يقين كل من العامى الساذج والفيلسوف الحكيم، كما أنها تفضح الكهنة والمتاجرين بالدين.
والعبادات فى الإسلام تقوم على اليسر والبعد عن العنت والمشقة، وهى تراعى المرضى والمسافرين وذوى الأعذار، فلا ترهقهم: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" "ما جعل عليكم فى الدين من حرج". كما أنها تنفى أية وساطة بين الله وعباده.
والمعاملات تقوم على قواعد بسيطة محددة لا تصادم أعراف الناس ولا مصالحهم، ومن هذه القواعد: "لا ضرر ولا ضرار" "المعروف عرفاً كالمشروط شرطا" "أينما كانت المصلحة فثقم شرع الله" "ما رأه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن" "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" الأصل فى الأشياء الإباحة" هذا مع تحريم كل أنواع الغش والاستغلال والغبن والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل والاحتكار واكتناز المال ـ حتى يكون فى خدمة المجتمع ـ فمن يقول إن هذه القواعد وأمثالها غير صالحة للتطبيق فى كل عصر؟ والأخلاق الإسلامية تمتاز بالاعتدال والوسطية والبساطة والوضوح والشمول والاتفاق مع العقل، والبعد عن العنت والمشقة. ومن هنا فالإسلام ـ بعقائده وعباداته ومعاملاته وأخلاقه ـ هو دين صالح للتطبيق فى شتى قارات الأرض. ولدى كل الشعوب، وفى جميع العصور ـ فهو لا يصادم العقل، ولا العاطفة، ولا الفطرة المستقيمة، ولا الأعراف السليمة، وإن قاعدة الاجتهاد فى الإسلام هى التى تتيح له الإجابة على جميع المستجدات التى تعرض للناس فى شتى العصور.
أما الدليل على أن سيدنا محمداً رسول الله فهو المعجزات التى أيده الله بها ـ وما أكثرها ـ وعلى رأسها القرآن الكريم، وهو المعجزة الوحيدة الباقية من معجزات الأنبياء عليهم السلام، وهو الشاهد الصادق الوحيد على وجود الأنبياء السابقين وصحة رسالاتهم ـ والقرآن الكريم ـ كمعجزة يمتاز بما يلى:
1- إنه معجزة باقية إلى يوم القيامة بدون أى تحريف "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وهذا يضمن بقاء رسالة الإسلام إلى يوم القيامة.
2- إن وجوه إعجاز القرآن الكريم متعددة منها بلاغته التى عجز بلغاء العرب عن مجاراتها ـ بعد أن تحداهم النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يأتوا بمثله ـ وإذا عجزوا ـ وهم أرباب البيان ـ كان غيرهم أشد عجزاً، وكذلك تحدى الله تعالى به الإنس والجن.
ومنها إخباره عن المغيبات الماضية كأخبار الأنبياء السابقين وأممهم ـ وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم أمياً، ولم تكن هذه الأنباء معروفة عند قومه، فمن أين له هذا العلم؟ وكذلك إخباره عن المغيبات المستقبلة، مثل "غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين" "قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد" وغير ذلك ومنها إشاراته إلى حقائق علمية لم تكن معروفة فى مصر نزوله، ولم تكتشف إلا فى العصور الحديثة، وهى كثيرة منها: مراحل نمو الجنين فى بطن أمه ـ استمرار اتساع الكون ـ الزوجية فى كل شئ من المخلفات ومنها اشتماله على معتقدات وتشريعات ومبادئ أخلاقية راقية لا تصدر عن رجل أمى مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ ونحن فى حاجة إلى كتابة مجلدات حتى نوفى هذا الموضوع حقه. وأما الدليل على أنه خاتم الأنبياء والرسل، فنحن إذا أمنا بأنه رسول الله حقاً وجب علينا الإيمان بما جاء به، ومنه قوله تعالى: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" وإذا كان خاتماً للأنبياء كان خاتماً للرسل أيضاً ـ لأن "النبى" أما أن يكون مرادفاً للرسول ـ أى أنهما بمعنى واحد فإذا كان خاتماً للأنبياء ـ بنص الآية كان خاتماً للرسل أيضاً، وإما أن يكون "النبى" أعم من "الرسول" لأن الرسول هو نبى معه شريعة وكتاب فهو أخص من النبى ـ فكل رسول نبى وليس كل نبى رسولاً ـ فإذا كان سيدنا محمد خاتماً للأنبياء كان خاتماً للرسل أيضاً.
**ما نوع الحساب يوم القيامة؟
** هل ما يحدث يوم القيامة ـ من بعث وحساب ونعيم وعذاب ـ أشياء حسية أو معنوية؟
** لقد قامت الأدلة القطعية من القرآن الكريم والسنة الشريف على أن بعث الموتى يوم القيامة إنما هو بعث للروح والجسد معاً، وكذلك الحساب والنعيم والعذاب ـ كلما تكون الروح والجسد معاً ـ يقول الله تعالى ـ فى شأن أصحاب الجنة: "فهو فى عشية راضية، فى جنة عالية، قطوفها دانية، كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم فى الأيام الخالية" ويقول فى شان أهل النار: "خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه، ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه، إنه كان لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين، فليس له اليوم ها هنا حميم، ولا طعام إلا من غسلين، لا يأكله إلا الخاطئون" إلى غير ذلك من مئات الآيات والأحاديث التى تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن البعث والحساب والنعيم والعذاب فى الآخرة كلها أشياء حسية ومعنوية واقعة للروح والجسد معاً. ثم إن الإنسان مجموع روحه وجسده ـ هو الذى أمن وأطاع أو كفر وعصى فناسب أن يكون الثواب والعقاب لمجموع الروح والجسد معاً.
وقد أنكر الفلاسفة ـ كابن سينا والفارابى وغيرهما ـ بعث الأجساد، وذهبوا إلى أن ما يحدث فى الآخرة إنما هو للروح فقط دون الجسد، وذكروا شبهات رد عليها الإمام أبو حامد الغزالى فى كتابه "تهافت الفلاسفة" رداً مفحماً، كما رد عليهم غيره من علماء "التوحيد" فليرجع إلى كتبهم من يشاء ـ حيث لا يتسع المقام لكتابة ما ذكروا من ردود.
ويكفى هنا أن نقول فى الرد على الفلاسفة إن الظاهر من عبارات القرآن الكريم أن أحداث الآخرة حسية ومعنوية معاً، فقول الفلاسفة إنها معنوية فقط ـ عدول عن حقيقة اللفظ إلى مجازه ـ والعدول عن حقيقة اللفظ إلى مجازه لا يصح إلا إذا كانت إرادة المعنى الحقيقة ممتنعة ومستحيلة، ولا استحالة هنا فى إرادة المعنى الحقيقة، وهو أن تكون أمور الآخرة حسية ومعنوية معاً، وذلك لأنها من شأن الله الذى هو على كل شئ قدير.
** من المعلوم من الدين بالضرورة أن الإسلام هو آخر الرسالات الإلهية وأنه صالح لكل العصور، وأن سيدنا محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والرسل، وهذا كله محل إجماع من الأمة، ولم يخالف فيه أحد من علماء المسلمين المعتد بهم.
لقد كانت كل الرسالات الإلهية خيراً وبراً ورحمة للناس، ويناسب كل منها عصراً معيناً. ويتلاءم مع مدى تقدم معرفة البشر واتساع خبراتهم، وكانت كل رسالة منها فى أكمل نظام فى عصرها، وهى مع ذلك تندرج فى الكمال إلى أن وصلت إلى الرسالة الخاتمة. رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهى رسالة تشتمل على جميع الكمالات الموجودة فى الرسالات السابقة عليها، وتزيد عليها كمالات أخرى هى التى تجعلها صالحة لكل عصر ومصر. هذه الكمالات تتلخص فى أن الله تعالى قد أودع فى أصولها ومبادئها اليسر والمرونة مما يجعلها صالحة للتطبيق فى كل زمان ومكان. فالعقائد فى الإسلام تقوم على البساطة والوضوح، وإقناع العقل، والبعد عن التعقيد والخرافات، بحيث يفهمها ويسلم بها فى يقين كل من العامى الساذج والفيلسوف الحكيم، كما أنها تفضح الكهنة والمتاجرين بالدين.
والعبادات فى الإسلام تقوم على اليسر والبعد عن العنت والمشقة، وهى تراعى المرضى والمسافرين وذوى الأعذار، فلا ترهقهم: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" "ما جعل عليكم فى الدين من حرج". كما أنها تنفى أية وساطة بين الله وعباده.
والمعاملات تقوم على قواعد بسيطة محددة لا تصادم أعراف الناس ولا مصالحهم، ومن هذه القواعد: "لا ضرر ولا ضرار" "المعروف عرفاً كالمشروط شرطا" "أينما كانت المصلحة فثقم شرع الله" "ما رأه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن" "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" الأصل فى الأشياء الإباحة" هذا مع تحريم كل أنواع الغش والاستغلال والغبن والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل والاحتكار واكتناز المال ـ حتى يكون فى خدمة المجتمع ـ فمن يقول إن هذه القواعد وأمثالها غير صالحة للتطبيق فى كل عصر؟ والأخلاق الإسلامية تمتاز بالاعتدال والوسطية والبساطة والوضوح والشمول والاتفاق مع العقل، والبعد عن العنت والمشقة. ومن هنا فالإسلام ـ بعقائده وعباداته ومعاملاته وأخلاقه ـ هو دين صالح للتطبيق فى شتى قارات الأرض. ولدى كل الشعوب، وفى جميع العصور ـ فهو لا يصادم العقل، ولا العاطفة، ولا الفطرة المستقيمة، ولا الأعراف السليمة، وإن قاعدة الاجتهاد فى الإسلام هى التى تتيح له الإجابة على جميع المستجدات التى تعرض للناس فى شتى العصور.
أما الدليل على أن سيدنا محمداً رسول الله فهو المعجزات التى أيده الله بها ـ وما أكثرها ـ وعلى رأسها القرآن الكريم، وهو المعجزة الوحيدة الباقية من معجزات الأنبياء عليهم السلام، وهو الشاهد الصادق الوحيد على وجود الأنبياء السابقين وصحة رسالاتهم ـ والقرآن الكريم ـ كمعجزة يمتاز بما يلى:
1- إنه معجزة باقية إلى يوم القيامة بدون أى تحريف "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وهذا يضمن بقاء رسالة الإسلام إلى يوم القيامة.
2- إن وجوه إعجاز القرآن الكريم متعددة منها بلاغته التى عجز بلغاء العرب عن مجاراتها ـ بعد أن تحداهم النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يأتوا بمثله ـ وإذا عجزوا ـ وهم أرباب البيان ـ كان غيرهم أشد عجزاً، وكذلك تحدى الله تعالى به الإنس والجن.
ومنها إخباره عن المغيبات الماضية كأخبار الأنبياء السابقين وأممهم ـ وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم أمياً، ولم تكن هذه الأنباء معروفة عند قومه، فمن أين له هذا العلم؟ وكذلك إخباره عن المغيبات المستقبلة، مثل "غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين" "قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد" وغير ذلك ومنها إشاراته إلى حقائق علمية لم تكن معروفة فى مصر نزوله، ولم تكتشف إلا فى العصور الحديثة، وهى كثيرة منها: مراحل نمو الجنين فى بطن أمه ـ استمرار اتساع الكون ـ الزوجية فى كل شئ من المخلفات ومنها اشتماله على معتقدات وتشريعات ومبادئ أخلاقية راقية لا تصدر عن رجل أمى مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ ونحن فى حاجة إلى كتابة مجلدات حتى نوفى هذا الموضوع حقه. وأما الدليل على أنه خاتم الأنبياء والرسل، فنحن إذا أمنا بأنه رسول الله حقاً وجب علينا الإيمان بما جاء به، ومنه قوله تعالى: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" وإذا كان خاتماً للأنبياء كان خاتماً للرسل أيضاً ـ لأن "النبى" أما أن يكون مرادفاً للرسول ـ أى أنهما بمعنى واحد فإذا كان خاتماً للأنبياء ـ بنص الآية كان خاتماً للرسل أيضاً، وإما أن يكون "النبى" أعم من "الرسول" لأن الرسول هو نبى معه شريعة وكتاب فهو أخص من النبى ـ فكل رسول نبى وليس كل نبى رسولاً ـ فإذا كان سيدنا محمد خاتماً للأنبياء كان خاتماً للرسل أيضاً.
**ما نوع الحساب يوم القيامة؟
** هل ما يحدث يوم القيامة ـ من بعث وحساب ونعيم وعذاب ـ أشياء حسية أو معنوية؟
** لقد قامت الأدلة القطعية من القرآن الكريم والسنة الشريف على أن بعث الموتى يوم القيامة إنما هو بعث للروح والجسد معاً، وكذلك الحساب والنعيم والعذاب ـ كلما تكون الروح والجسد معاً ـ يقول الله تعالى ـ فى شأن أصحاب الجنة: "فهو فى عشية راضية، فى جنة عالية، قطوفها دانية، كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم فى الأيام الخالية" ويقول فى شان أهل النار: "خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه، ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه، إنه كان لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين، فليس له اليوم ها هنا حميم، ولا طعام إلا من غسلين، لا يأكله إلا الخاطئون" إلى غير ذلك من مئات الآيات والأحاديث التى تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن البعث والحساب والنعيم والعذاب فى الآخرة كلها أشياء حسية ومعنوية واقعة للروح والجسد معاً. ثم إن الإنسان مجموع روحه وجسده ـ هو الذى أمن وأطاع أو كفر وعصى فناسب أن يكون الثواب والعقاب لمجموع الروح والجسد معاً.
وقد أنكر الفلاسفة ـ كابن سينا والفارابى وغيرهما ـ بعث الأجساد، وذهبوا إلى أن ما يحدث فى الآخرة إنما هو للروح فقط دون الجسد، وذكروا شبهات رد عليها الإمام أبو حامد الغزالى فى كتابه "تهافت الفلاسفة" رداً مفحماً، كما رد عليهم غيره من علماء "التوحيد" فليرجع إلى كتبهم من يشاء ـ حيث لا يتسع المقام لكتابة ما ذكروا من ردود.
ويكفى هنا أن نقول فى الرد على الفلاسفة إن الظاهر من عبارات القرآن الكريم أن أحداث الآخرة حسية ومعنوية معاً، فقول الفلاسفة إنها معنوية فقط ـ عدول عن حقيقة اللفظ إلى مجازه ـ والعدول عن حقيقة اللفظ إلى مجازه لا يصح إلا إذا كانت إرادة المعنى الحقيقة ممتنعة ومستحيلة، ولا استحالة هنا فى إرادة المعنى الحقيقة، وهو أن تكون أمور الآخرة حسية ومعنوية معاً، وذلك لأنها من شأن الله الذى هو على كل شئ قدير.
No comments:
Post a Comment