عمل المرأة
** اعمل ضمن هيئة التدريس فى إحدى الكليات العملية المرموقة لكنى أسمع أن عمل المرأة حرام وأن مكانها المنزل ولا يصح لها الخروج إلا للضرورة فأصاب بالاحباط واشعر أنه لا هدف لى ولا قيمة لعملى هذا بالرغم من أننى محجبة والبس ملابس محتشمة واتعامل مع زملائى باحترام فهل عملى حرام؟ وهل يجب على تركه؟
** إجابتى للدكتورة ألا تأخذ مثل هذه الفتاوى قضية مسلمة لأنها لا تعتمد على فقه صحيح فى موقف الاسلام من حق المرأة فى العمل وحقها فى استقلال ذمتها المالية على زوجها.
وهذه الفتوى إنما تعكس منطق عادات وتقاليد موروثة، وكثيراً ما تحابى هذه العادات وتنتصر لها على حساب الاسلام الذى كرس جزءاً كبيراً من تعليماته وتوجيهاته لإنقاذ المرأة من همجية التقاليد القديمة التى عانت منها المرأة ردحاً طويلاً من الزمن خصوصاً عادة وأد البنات وقتلها وهى وليدة، وهذه العادات المؤذية ما زالت تلقى بظلالها المريبة على نظرة الكثيرين للمراة على أنها فضيحة وان صوتها عورة وأنه يجب حبسها فى المنزل والتمدح الزائف بأن المرأة الأصيلة هى التى تخرج من بيتها مرتين فقط مرة لبيت زوجها والأخرى للقبر وإذا تنازل هؤلاء فإنهم يبيحون لها الخروج فى حالة الضرورة القصوى فقط.
وهذه النظرة القاسية تجاه المرأة لا ترتبط من بعيد أو قريب بتعاليم القرآن الكريم التى جاءت فى الأساس لتخلص المرأة من هذا الظلم.
ولك أن تتأملى فى حادث خروج آدم وحواء من الجنة لتعلمى أن القرآن الكريم يقرر مساواة الرجل والمرأة فى المسئولية والجزاء منذ أول لحظة من بدء الخليقة، فقد نهى الله آدم وحواء معاً عن الأكل من الشجرة وقرر أن الشيطان أضل الرجل كما أضل المرأة وأن الجزاء كان مشتركاً بينهما هذا ما بينه الخطاب الإلهى بألف الاثنين فى الآيات الكريمة.
وللأسف الشديد لا يزال هذا المفهوم اللا قرآنى يشيع غمار الناس حتى يومنا هذا فيتردد بينهم أن حواء هى التى أخرجت آدم من الجنة ولك أن تقرئى قوله تعالى "فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض" وقوله تعالى "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" وآيات كثيرة من القرآن تؤكد أن مسئولية المرأة فى الإسلام مستقلة عن مسئولية الرجل. وقد أكد النبى صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم القرآنى فى قوله فى الحديث الشريف (النساء شقائق الرجال) ومن هذا المنطلق يتبين لنا أن الإسلام لا يحظر على المرأة أن تعمل ولا يحرم عليها الخروج من أجل عملها سواء كانت تحتاج هذا العمل لأسرتها أو كان يحتاجه منها مجتمعها.
ومن الثابت فى تاريخ المرأة أنها كانت تزاول ـ على عهده صلى الله عليه وسلم ـ كثيراً من الأعمال من رعى الغنم وعلاج المرضى وخدمات الجيش وأعمال النظافة وقطع الثمار إلى أعمال أخرى كثيرة وكتب الأحاديث الصحيحة شاهدة علىكل ذلك، ولو أن عمل المرأة وخروجها من البيت حرام ما خفى ذلك على سيدنا عمر رضى الله عنه الذى ولى قضاء الحسبة فى سوق المدينة لامرأة اسمها (الشفاء) وكانت أحكامها نافذة على الرجال والنساء. وكانت كما يقول بعض المفكرين المسلمين (تحل الحلال وتحرم الحرام وتقيم العدالة وتمنع المخالفات).
إن الإسلام يكفل حق العمل للمرأة كما يكفله الرجل ولا يحرم خروجها للعمل ليس هذا فقط بل يعتبر سعيها للإنفاق على نفسها أو مساعدة أسرتها صدقة وثواباً تؤجر عليه شريطة أن يكون هذا العمل فى إطار مقاصد شريعة الإسلام التى تحرص على توفير استقرار بيت الزوجية وأن يكون العمل مشروعاً يرضى عنه الله ورسوله وأن يتم ذلك فى إطار الاحتشام والاحترام المتبادل بين الرجال والنساء.
مصافحة النساء
** نرجو بيان الحكم الشرعى فى مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية بدون حائل حيث نتعرض لذلك كثيراً خصوصاً من قريباتنا وزميلاتنا فى العمل؟
** وردت بعض الأحاديث التى قد يفهم منها حرمة مصافحة الرجال للنساء مثل حديث الطبرانى (لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).
لكن العلماء قالوا إن هذا الحديث لم يشتهر فى عصر الصحابة ولا فى عصر تلاميذهم. وهو ليس دليلاً على تحريم المصافحة لأن كلمة (يمس) الواردة فى الحديث لا تعنى المصافحة، وإنما تعنى لمس الرجل للمرأة الاجنبية بمعنى مخالطته إياها للتلذذ بها. والدليل على ذلك أن القرآن الكريم والسنة يستعملان كلمة (المس) فى هذا المعنى.
وقد قال ابن عباس ـ ترجمان القرآن ـ رضى الله عنه: (ان المس واللمس والملامسة فى القرآن كناية عن الجماع فإن الله حيي كريم يكنى عما شاء بما شاء.
وقد جاء فى القرآن الكريم (ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) أى تدخلوا عليهن. وقوله تعالى (قالت رب أنى يكون لى ولد ولم يمسسنى بشر) ويتبين من ذلك أن المس شئ والمصافحة شئ آخر والحديث يحرم المس بمعنى المخالطة بغرض الشهوة لا بمعنى المصافحة.
وكذلك يحتج المانعون للمصافحة بالحديث الوارد فى بيعة النساء حيث امتنع النبى صلى الله عليه وسلم عن مصافحتهن وقال (... إنى لا أصافح النساء) لكن قال العلماء إنه لا يصح الاحتحاج بهذه الحديث أيضاً على حرمة مصافحة النساء لأن النبى صلى الله عليه وسلم امتنع عن المصافحة ولم يقرن امتناعه هذا ببيان ينهى فيه عن مصافحة النساء ومعلوم أن امتناعه صلى الله عليه وسلم بدون بيان أى بدون نهى لا يفيد الحرمة.
وخلاصة القول فى هذين الحديثين أنهما عدم دليل لا وجود دليل.
أما الدليل على إباحة المصافحة فهى الأحاديث الصحيحة التى تدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم صافح بعض النساء وأن بعضهن الآخر كن يلمسن رأسه الشريف بأيديهن ونكتفى بذكر حديث الإمام البخارى الذى يقول فيه أنس رضى الله عنه: (كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) وفى رواية أخرى (فما يدع يده من يدها حتى تذهب حيث شاءت).
فهذا الحديث بروايتيه يدل على إباحة مصافحة الرجال النساء ويقول العلماء أن المصافحة إذا كانت بريئة من قصد التلذذ وكانت بغرض التحية أو التكريم أو أى شئ مما تعارف عليه الناس لا حرمة فيها. أما إذا كان القصد من ورائها خبيثاً فإنها تحرم مثلها فى ذلك مثل أى شئ يخرج عن المقصد الشرعى المطلوب.
الكسب من الهواء
** لى صديق يعمل فى مهنة حرة درت عليه أرباحاً طائلة فى وقت قصير، وزوجتى تدفعنى إلى ممارسة هذا العمل لكنى أتوجس وأخاف من الطرق التى تكتسب منها هذه الأرباح الطائلة وأن أرتكب محرماً فما الحكم؟ علما بأن زوجتى ضائقة الصدر من تقاعسى عن هذه الأعمال المربحة وتعيرنى بعجزى عن إجادة مثل هذه الأعمال وأنى لا أعرف كيف أتى بالقرش من "الهواء"؟
** لا يحرم الإسلام الأعمال المشروعة ولا ما تدره من ربح حلال حتى ولو كان كثيراً. فإن كان العمل غير مشروع بأن كان تجارة فى أمور حرام، أو كان يتربح منه بطرق ملتوية من غش أو كذب أو استغلال أو خسارة للمال العام أو تهرب من الضرائب أو الجمارك أو أكل حقوق المستحقين أو ظلمهم فإنه يكون حراماً وربحه حرام قل أو كثر، ولا تضعف أما سخرية زوجتك منك وذكرها بما كانت تقوله أختها المسلمة الورعة المؤمنة قديماً لزوجها كل صباح وهو ذاهب إلى عمله: (اتق الله فينا فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار) واعلم أن القرش الذى يأتى من الهواء لابد أن يذهب فى الهواء حتى ولو كان فى حجم الجبل الكبير.
الزوجة الثانية
** متزوج من أكثر من 15عاماً ولكنى لست سعيدا مع زوجتى نظراً لتكوينها البيئى المختلف عنى مما يسبب لى متاعب كثيرة ومنها محاولاتها المستمرة لابعادى عن أهلى وأقاربى والاقتراب من أهلها فقط وفكرت فى الزواج عليها لكن خوفى على أولادى يمنعنى علماً بأنها مهملة ومقصرة فى الحقوق الزوجية وهى تصر على ذلك رغم أنى ذكرها بغضب الله عليها. هل إذا تزوجت غيرها أكون مخالفاً للشرع؟
** إذا كنت متأكداً من أن زوجتك تقصر معك فى الحقوق الزوجية وتصر على ذلك فهذا عذر يبيح لك أن تتزوج بأخرى عصمة لك من الوقوع فى الإثم.
أما أحاسيس السعادة والحب واختلاف المستويات الاجتماعية فأنت المسئول عن ذلك يوم اخترتها فقد كنت تعرف مستوى بيئتك ومستوى بيئتها، وتهربك من هذه المسئولية بعد عشرة طويلة أمر يأباه الإسلام، فليس كل البيوت تقام فى الإسلام على الحب وحده أو على نشوة السعادة والغرام لأن هذه الأمور كما هو معروف وواقع قصيرة، الأجل ويلعب الخيال فى تجسيدها دوراً كبيراً. أما ما يعول عليه الإسلام فى بناء الأسر والبيوت فهو الرحمة بمعنى الاستقرار، حتى وأنت تكره زوجتك لا ينصحك الإسلام بمفارقتها إلا بالمعروف وبعد أن ينفد صبرك تماماً وبعد أن تستحيل الحياة الزوجية هذا وأن الزواج بأكثر من واحدة فى ضمير المسلم الملتزم ليس نزهة أو متعة تخلو من المشكلات ولا من التبعات خصوصاً مسئولية العدل فى المعيشة، ولا ينبغى أن يكون إلا فى أشد حالات الضرورة وعلى الزوجة أن تتقى الله فى مسئوليتها عن زوجها أمام ضميرها وأمام الله تعالى وأن تبذل كل ما تستطيع لتبدو فى عينى زوجها زوجة ودودة مطيعة. يسر بها إذا رآها وإلا كانت مسئولة عن هدم هذا البيت المستقر وعليها وحدها يقع إثم هذه الكارثة.
الأفلام الخليعة
** يقضى زوجى وقتاً طويلاً كل يوم فى مشاهدة الأفلام الخليعة الفاضحة والمسجلة على أجهزة الكمبيوتر ويقول أن مشاهدة هذه الأشياء حلال لأنها للتسلية وقتل الوقت وأنا أرفض ذلك لاعتقادى أنها حرام فما الحكم؟
** لقد أصبت وأخطأ زوجك وعليه أن يعلم أن هذا الوقت الذى يهدره فى مشاهدة هذه الأفلام سيحسب عليه فى ميزان سيئاته.
والإسلام لا يعرف قتل الوقت وإنما يعرف استثماره فيما يفيد وينفع الفرد والمجتمع وهذا الذى يشاهده عورات يحرمها الإسلام وينهى عن مشاهدتها لما فيها من الخروج على الأخلاق والفضائل، وللآثار النفسية الكريهة التى تتركها هذه المشاهدة الآثمة فى شعور هؤلاء المطالعين للعورات، وعليه أن يتذكر أن ستر العورات والخجل من النظر إليها طبيعة مغروسة فى الإنسان منذ نشأته الأولى، فليقرأ قوله تعالى فى قصة آدم وحواء (فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما ـ أى عوراتهما ـ وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) ليتعلم أن ستر العورة وتجنب النظر إليها فطرة فى الإنسان ومؤشر علي استقامته على سنة الحياء الإنسانى. ويكفى أن يعلم أن الرجل وكذا المرأة لو صلى مكشوف العورة بطلت صلاته وكذلك لو نظرنا إلى عورته فى صلاته بطلت أيضاً. وأن مشاهدة مثل هذه الأمور شذوذ تحرمه الاديان الأخلاق والصحة النفسية.
زكاة الزروع ** لدينا قطعة أرض من أراضى الاستصلاح مساحتها خمسة أفدنة نزرعها بالفاكهة والخضروات ونريد أن نعرف معلومات دقيقة عن زكاة الزروع التى يجب إخراجها فى حالة الإثمار علماً بأن بعض ما يزرع يخصص للاستخدام الشخصى والبعض الآخر يباع وتدخر قيمته للصرف فى المواسم الزراعية التالية؟
** يرى بعض الفقهاء حصر الزكاة فى أنواع معينة من الحبوب لكن يرى البعض الآخر أن الشريعة الإسلامية توجب الزكاة فى كل ما تخرجه الأرض من زروع وثمار وخضروات وهذا الرأى هو الأصوب ويؤيده القرآن الكريم فى قوله تعالى (انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض) وليس من المعقول كما يقرر بعض مفكرى الإسلام المعاصرين أن يفرض الله على زارع الشعير والقمح ويعفى صاحب البساتين من البرتقال والمانجو مثلاً. وزكاة الفاكهة والخضروات هى عشر المحصول إذا كانت الأرض لا تسقى بالماء أو تسقى بماء لا كلفة فيه مثل ماء الأمطار، فإذا كانت تسقى بماء فيه كلفة كمياه الماكينات والآلات الرافعة فزكاتها نصف العشر. وتخرج الزكاة عشراً أو نصف عشر من ثمن المحصول بعد بيعه مباشرة ولا ينتظر به عاماً مثل زكاة المال. ولو زرعت الأرض أكثر من مرة فى العام الواحد وجب إخراج الزكاة فى كل مرة على الوضع الذى بيناه.
أما الجزء المخصص للاستعمال الشخصى إذا كان قليلاً، فلا تجب فيه الزكاة لأنه لا يباع محصوله.
** اعمل ضمن هيئة التدريس فى إحدى الكليات العملية المرموقة لكنى أسمع أن عمل المرأة حرام وأن مكانها المنزل ولا يصح لها الخروج إلا للضرورة فأصاب بالاحباط واشعر أنه لا هدف لى ولا قيمة لعملى هذا بالرغم من أننى محجبة والبس ملابس محتشمة واتعامل مع زملائى باحترام فهل عملى حرام؟ وهل يجب على تركه؟
** إجابتى للدكتورة ألا تأخذ مثل هذه الفتاوى قضية مسلمة لأنها لا تعتمد على فقه صحيح فى موقف الاسلام من حق المرأة فى العمل وحقها فى استقلال ذمتها المالية على زوجها.
وهذه الفتوى إنما تعكس منطق عادات وتقاليد موروثة، وكثيراً ما تحابى هذه العادات وتنتصر لها على حساب الاسلام الذى كرس جزءاً كبيراً من تعليماته وتوجيهاته لإنقاذ المرأة من همجية التقاليد القديمة التى عانت منها المرأة ردحاً طويلاً من الزمن خصوصاً عادة وأد البنات وقتلها وهى وليدة، وهذه العادات المؤذية ما زالت تلقى بظلالها المريبة على نظرة الكثيرين للمراة على أنها فضيحة وان صوتها عورة وأنه يجب حبسها فى المنزل والتمدح الزائف بأن المرأة الأصيلة هى التى تخرج من بيتها مرتين فقط مرة لبيت زوجها والأخرى للقبر وإذا تنازل هؤلاء فإنهم يبيحون لها الخروج فى حالة الضرورة القصوى فقط.
وهذه النظرة القاسية تجاه المرأة لا ترتبط من بعيد أو قريب بتعاليم القرآن الكريم التى جاءت فى الأساس لتخلص المرأة من هذا الظلم.
ولك أن تتأملى فى حادث خروج آدم وحواء من الجنة لتعلمى أن القرآن الكريم يقرر مساواة الرجل والمرأة فى المسئولية والجزاء منذ أول لحظة من بدء الخليقة، فقد نهى الله آدم وحواء معاً عن الأكل من الشجرة وقرر أن الشيطان أضل الرجل كما أضل المرأة وأن الجزاء كان مشتركاً بينهما هذا ما بينه الخطاب الإلهى بألف الاثنين فى الآيات الكريمة.
وللأسف الشديد لا يزال هذا المفهوم اللا قرآنى يشيع غمار الناس حتى يومنا هذا فيتردد بينهم أن حواء هى التى أخرجت آدم من الجنة ولك أن تقرئى قوله تعالى "فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض" وقوله تعالى "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" وآيات كثيرة من القرآن تؤكد أن مسئولية المرأة فى الإسلام مستقلة عن مسئولية الرجل. وقد أكد النبى صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم القرآنى فى قوله فى الحديث الشريف (النساء شقائق الرجال) ومن هذا المنطلق يتبين لنا أن الإسلام لا يحظر على المرأة أن تعمل ولا يحرم عليها الخروج من أجل عملها سواء كانت تحتاج هذا العمل لأسرتها أو كان يحتاجه منها مجتمعها.
ومن الثابت فى تاريخ المرأة أنها كانت تزاول ـ على عهده صلى الله عليه وسلم ـ كثيراً من الأعمال من رعى الغنم وعلاج المرضى وخدمات الجيش وأعمال النظافة وقطع الثمار إلى أعمال أخرى كثيرة وكتب الأحاديث الصحيحة شاهدة علىكل ذلك، ولو أن عمل المرأة وخروجها من البيت حرام ما خفى ذلك على سيدنا عمر رضى الله عنه الذى ولى قضاء الحسبة فى سوق المدينة لامرأة اسمها (الشفاء) وكانت أحكامها نافذة على الرجال والنساء. وكانت كما يقول بعض المفكرين المسلمين (تحل الحلال وتحرم الحرام وتقيم العدالة وتمنع المخالفات).
إن الإسلام يكفل حق العمل للمرأة كما يكفله الرجل ولا يحرم خروجها للعمل ليس هذا فقط بل يعتبر سعيها للإنفاق على نفسها أو مساعدة أسرتها صدقة وثواباً تؤجر عليه شريطة أن يكون هذا العمل فى إطار مقاصد شريعة الإسلام التى تحرص على توفير استقرار بيت الزوجية وأن يكون العمل مشروعاً يرضى عنه الله ورسوله وأن يتم ذلك فى إطار الاحتشام والاحترام المتبادل بين الرجال والنساء.
مصافحة النساء
** نرجو بيان الحكم الشرعى فى مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية بدون حائل حيث نتعرض لذلك كثيراً خصوصاً من قريباتنا وزميلاتنا فى العمل؟
** وردت بعض الأحاديث التى قد يفهم منها حرمة مصافحة الرجال للنساء مثل حديث الطبرانى (لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).
لكن العلماء قالوا إن هذا الحديث لم يشتهر فى عصر الصحابة ولا فى عصر تلاميذهم. وهو ليس دليلاً على تحريم المصافحة لأن كلمة (يمس) الواردة فى الحديث لا تعنى المصافحة، وإنما تعنى لمس الرجل للمرأة الاجنبية بمعنى مخالطته إياها للتلذذ بها. والدليل على ذلك أن القرآن الكريم والسنة يستعملان كلمة (المس) فى هذا المعنى.
وقد قال ابن عباس ـ ترجمان القرآن ـ رضى الله عنه: (ان المس واللمس والملامسة فى القرآن كناية عن الجماع فإن الله حيي كريم يكنى عما شاء بما شاء.
وقد جاء فى القرآن الكريم (ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) أى تدخلوا عليهن. وقوله تعالى (قالت رب أنى يكون لى ولد ولم يمسسنى بشر) ويتبين من ذلك أن المس شئ والمصافحة شئ آخر والحديث يحرم المس بمعنى المخالطة بغرض الشهوة لا بمعنى المصافحة.
وكذلك يحتج المانعون للمصافحة بالحديث الوارد فى بيعة النساء حيث امتنع النبى صلى الله عليه وسلم عن مصافحتهن وقال (... إنى لا أصافح النساء) لكن قال العلماء إنه لا يصح الاحتحاج بهذه الحديث أيضاً على حرمة مصافحة النساء لأن النبى صلى الله عليه وسلم امتنع عن المصافحة ولم يقرن امتناعه هذا ببيان ينهى فيه عن مصافحة النساء ومعلوم أن امتناعه صلى الله عليه وسلم بدون بيان أى بدون نهى لا يفيد الحرمة.
وخلاصة القول فى هذين الحديثين أنهما عدم دليل لا وجود دليل.
أما الدليل على إباحة المصافحة فهى الأحاديث الصحيحة التى تدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم صافح بعض النساء وأن بعضهن الآخر كن يلمسن رأسه الشريف بأيديهن ونكتفى بذكر حديث الإمام البخارى الذى يقول فيه أنس رضى الله عنه: (كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) وفى رواية أخرى (فما يدع يده من يدها حتى تذهب حيث شاءت).
فهذا الحديث بروايتيه يدل على إباحة مصافحة الرجال النساء ويقول العلماء أن المصافحة إذا كانت بريئة من قصد التلذذ وكانت بغرض التحية أو التكريم أو أى شئ مما تعارف عليه الناس لا حرمة فيها. أما إذا كان القصد من ورائها خبيثاً فإنها تحرم مثلها فى ذلك مثل أى شئ يخرج عن المقصد الشرعى المطلوب.
الكسب من الهواء
** لى صديق يعمل فى مهنة حرة درت عليه أرباحاً طائلة فى وقت قصير، وزوجتى تدفعنى إلى ممارسة هذا العمل لكنى أتوجس وأخاف من الطرق التى تكتسب منها هذه الأرباح الطائلة وأن أرتكب محرماً فما الحكم؟ علما بأن زوجتى ضائقة الصدر من تقاعسى عن هذه الأعمال المربحة وتعيرنى بعجزى عن إجادة مثل هذه الأعمال وأنى لا أعرف كيف أتى بالقرش من "الهواء"؟
** لا يحرم الإسلام الأعمال المشروعة ولا ما تدره من ربح حلال حتى ولو كان كثيراً. فإن كان العمل غير مشروع بأن كان تجارة فى أمور حرام، أو كان يتربح منه بطرق ملتوية من غش أو كذب أو استغلال أو خسارة للمال العام أو تهرب من الضرائب أو الجمارك أو أكل حقوق المستحقين أو ظلمهم فإنه يكون حراماً وربحه حرام قل أو كثر، ولا تضعف أما سخرية زوجتك منك وذكرها بما كانت تقوله أختها المسلمة الورعة المؤمنة قديماً لزوجها كل صباح وهو ذاهب إلى عمله: (اتق الله فينا فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار) واعلم أن القرش الذى يأتى من الهواء لابد أن يذهب فى الهواء حتى ولو كان فى حجم الجبل الكبير.
الزوجة الثانية
** متزوج من أكثر من 15عاماً ولكنى لست سعيدا مع زوجتى نظراً لتكوينها البيئى المختلف عنى مما يسبب لى متاعب كثيرة ومنها محاولاتها المستمرة لابعادى عن أهلى وأقاربى والاقتراب من أهلها فقط وفكرت فى الزواج عليها لكن خوفى على أولادى يمنعنى علماً بأنها مهملة ومقصرة فى الحقوق الزوجية وهى تصر على ذلك رغم أنى ذكرها بغضب الله عليها. هل إذا تزوجت غيرها أكون مخالفاً للشرع؟
** إذا كنت متأكداً من أن زوجتك تقصر معك فى الحقوق الزوجية وتصر على ذلك فهذا عذر يبيح لك أن تتزوج بأخرى عصمة لك من الوقوع فى الإثم.
أما أحاسيس السعادة والحب واختلاف المستويات الاجتماعية فأنت المسئول عن ذلك يوم اخترتها فقد كنت تعرف مستوى بيئتك ومستوى بيئتها، وتهربك من هذه المسئولية بعد عشرة طويلة أمر يأباه الإسلام، فليس كل البيوت تقام فى الإسلام على الحب وحده أو على نشوة السعادة والغرام لأن هذه الأمور كما هو معروف وواقع قصيرة، الأجل ويلعب الخيال فى تجسيدها دوراً كبيراً. أما ما يعول عليه الإسلام فى بناء الأسر والبيوت فهو الرحمة بمعنى الاستقرار، حتى وأنت تكره زوجتك لا ينصحك الإسلام بمفارقتها إلا بالمعروف وبعد أن ينفد صبرك تماماً وبعد أن تستحيل الحياة الزوجية هذا وأن الزواج بأكثر من واحدة فى ضمير المسلم الملتزم ليس نزهة أو متعة تخلو من المشكلات ولا من التبعات خصوصاً مسئولية العدل فى المعيشة، ولا ينبغى أن يكون إلا فى أشد حالات الضرورة وعلى الزوجة أن تتقى الله فى مسئوليتها عن زوجها أمام ضميرها وأمام الله تعالى وأن تبذل كل ما تستطيع لتبدو فى عينى زوجها زوجة ودودة مطيعة. يسر بها إذا رآها وإلا كانت مسئولة عن هدم هذا البيت المستقر وعليها وحدها يقع إثم هذه الكارثة.
الأفلام الخليعة
** يقضى زوجى وقتاً طويلاً كل يوم فى مشاهدة الأفلام الخليعة الفاضحة والمسجلة على أجهزة الكمبيوتر ويقول أن مشاهدة هذه الأشياء حلال لأنها للتسلية وقتل الوقت وأنا أرفض ذلك لاعتقادى أنها حرام فما الحكم؟
** لقد أصبت وأخطأ زوجك وعليه أن يعلم أن هذا الوقت الذى يهدره فى مشاهدة هذه الأفلام سيحسب عليه فى ميزان سيئاته.
والإسلام لا يعرف قتل الوقت وإنما يعرف استثماره فيما يفيد وينفع الفرد والمجتمع وهذا الذى يشاهده عورات يحرمها الإسلام وينهى عن مشاهدتها لما فيها من الخروج على الأخلاق والفضائل، وللآثار النفسية الكريهة التى تتركها هذه المشاهدة الآثمة فى شعور هؤلاء المطالعين للعورات، وعليه أن يتذكر أن ستر العورات والخجل من النظر إليها طبيعة مغروسة فى الإنسان منذ نشأته الأولى، فليقرأ قوله تعالى فى قصة آدم وحواء (فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما ـ أى عوراتهما ـ وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) ليتعلم أن ستر العورة وتجنب النظر إليها فطرة فى الإنسان ومؤشر علي استقامته على سنة الحياء الإنسانى. ويكفى أن يعلم أن الرجل وكذا المرأة لو صلى مكشوف العورة بطلت صلاته وكذلك لو نظرنا إلى عورته فى صلاته بطلت أيضاً. وأن مشاهدة مثل هذه الأمور شذوذ تحرمه الاديان الأخلاق والصحة النفسية.
زكاة الزروع ** لدينا قطعة أرض من أراضى الاستصلاح مساحتها خمسة أفدنة نزرعها بالفاكهة والخضروات ونريد أن نعرف معلومات دقيقة عن زكاة الزروع التى يجب إخراجها فى حالة الإثمار علماً بأن بعض ما يزرع يخصص للاستخدام الشخصى والبعض الآخر يباع وتدخر قيمته للصرف فى المواسم الزراعية التالية؟
** يرى بعض الفقهاء حصر الزكاة فى أنواع معينة من الحبوب لكن يرى البعض الآخر أن الشريعة الإسلامية توجب الزكاة فى كل ما تخرجه الأرض من زروع وثمار وخضروات وهذا الرأى هو الأصوب ويؤيده القرآن الكريم فى قوله تعالى (انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض) وليس من المعقول كما يقرر بعض مفكرى الإسلام المعاصرين أن يفرض الله على زارع الشعير والقمح ويعفى صاحب البساتين من البرتقال والمانجو مثلاً. وزكاة الفاكهة والخضروات هى عشر المحصول إذا كانت الأرض لا تسقى بالماء أو تسقى بماء لا كلفة فيه مثل ماء الأمطار، فإذا كانت تسقى بماء فيه كلفة كمياه الماكينات والآلات الرافعة فزكاتها نصف العشر. وتخرج الزكاة عشراً أو نصف عشر من ثمن المحصول بعد بيعه مباشرة ولا ينتظر به عاماً مثل زكاة المال. ولو زرعت الأرض أكثر من مرة فى العام الواحد وجب إخراج الزكاة فى كل مرة على الوضع الذى بيناه.
أما الجزء المخصص للاستعمال الشخصى إذا كان قليلاً، فلا تجب فيه الزكاة لأنه لا يباع محصوله.
No comments:
Post a Comment