Wednesday, February 25, 2009

هذه الفتاوى أجاب عنها فضيلة الدكتور أحمد الطيب عميد كلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر بأسوان

كيف أتحصن من الأذى
** أنا سيدة مثقفة ومتدينة أجد منذ أكثر من عامين على باب بيتى بشكل يومى ما يشبه الزيت وقد قيل لى إنه نوع من السحر لابنتى، كيف أتحصن من هذا الإيذاء علماً بأننى لست على استعداد لأن أقع فى حبائل الدجالين والكذابين ممن يزعمون أنهم يحلون الأعمال السحرية.
** جوابنا لهذه السيدة أن تحافظ على الصلاة أولاً وأن تتحصن بالدعاء وبتلاوة القرآن الكريم خصوصاً آية الكرسى والمعوذتين، تسمى الله عند خروجها من بيتها وعند دخولها وتقول: (لسم الله الذى لا يضر مع اسمه شئ فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم) وتقول أيضاً: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) وعليها أن تثق فى الله ثقة مطلقة بأنها إن فعلت ذلك فلن يضرها بشئ، وننصح بأن تبتعد عن الدجالين والسحرة فإنهم لا يملكون من أمر نفعها أو ضرها مثقال ذرة وأما هؤلاء الذين يضرون الناس بالأعمال السحرية فعليهم أن يعلموا أن السحر من أكبر الكبائر وأن جريمته تعادل جريمة القتل فى الدين، وعلى السائلة أن تكثر فى دعائها عليهم بقوله تعالى (حسبنا الله ونعم الوكيل).
المزورون والكارهون
** ما حكم الدين فيمن يقوم بتزوير أوراق رسمية أمام بعض الجهات من أجل طلاق امرأة وتمكينها من الحصول على نفقات مالية ليست من حقها. وما الحكم إذا كرهت الزوجة زوجها وطلبت منه الطلاق دون أن تعيد إليه ما قدمه لها من أموال وخلافه؟
** جريمة التزوير من أبشع الجرائم فى الإسلام وأشدها عقوبة يوم القيامة وذلك لما يترتب عليها من ظلم للخلق وأكل لأموال الناس بالباطل وعلى الذين يزورون للحصول على طلاق امرأة وتمكينها من أكل مال لا تستحقه أن يبادروا برد الحقوق إلى أصحابها وأن يتوبوا قبل أن تلفح النار وجوههم وأبدانهم يوم القيامة.
وعلى هذه المرأة أن تبرأ إلى الله من هذه الأموال وتردها إلى أصحابها فذلك أدعى لقبول توبتها وأرجى لرحمة الله ومغفرته وللزوجة التى تكره زوجها أن تخلعه وتنفصل منه مقابل أن ترد له كل ما حصلت عليه من مهر ومن تكاليف لبيت الزوجية.
فإذا رفضت الزوجة الكارهة أن ترد إلى زوجها تكاليف الزواج بعد طلاقها فهى أكلة لأموال الناس بالباطل.
المؤخر لا يدخل فى الميراث
** هل للمرأة التى توفى زوجها حق فى مؤخر الصداق؟ وهل يدخل هذا الحق فى الميراث. إذا كان الزوج قد ترك ميراثاً؟
** المنصوص عليه شرعاً أن صداق المرأة يعتبر ديناً فى ذمة زوجها فإذا تأخر منه شئ إلى وفاة الزوج فهو أيضاً دين فى مال الزوج المتوفى ويجب إخراجه أولاً من التركة قبل تقسيمها على الورثة، ومؤخر الصداق مثل الديون لا يدخل فى الميراث، وعليه فللسائلة أن تحصل على مؤخر الصداق قبل تقسيم الميراث.
الصلاة فى حجر إسماعيل
** هل يجوز للحاج وهو فى الكعبة المشرفة أن يصلى فى حجر إسماعيل ويجلس فيه لتلاوة القرآن الكريم والدعاء وهو مستقبل الكعبة؟
** فى مذهب الإمام مالك أن صلاة الفرض ممنوعة فى الكعبة وفى حجر إسماعيل أيضاً ويجوز صلاة النفل فى الكعبة وفى الحجر إن كان نفلاً غير مؤكد أما النفل المؤكد كالوتر والعيدين، وركعتى الفجر فتجوز صلاته فى الحجر وفى الكعبة، ولكن مع الكراهة. أما قراءة القرآن والدعاء فلا مانع منهما.
هل التزم بكل المذاهب
** هل يجوز لى أن أؤدى العبادات على المذاهب الأربعة وعلى سبيل المثال أصلى على المذهب الشافعى وأصوم على المذهب المالكى وأتوضأ على المذهب الحنفى أم أنه ينبغى على المسلم أن يلتزم بإتباع مذهب واحد؟
** ليس من الضرورى أن يتقيد المسلم بإتباع مذهب معين على طول الخط بل له أن يجمع بين مذهبين أو أكثر فى عباداته فيتوضأ مثلاً على مذهب ويصلى على مذهب آخر، والممنوع هو التلفيق بين المذاهب فى المسألة الواحدة كأن يتوضأ مثلاً على مذهب مالك ثم يمسح بعض شعر رأسه فهذا الوضوء باطل فى مذهب مالك ولا يصح للمتوضأ بعد الانتهاء من وضوئه أن يقول هو صحيح على مذهب الشافعى.
يجوز لك
** رجل لديه ثروة مالية ويريد أن يقسمها فى حياته إلى أربعة أقسام: للفقراء والمساكين وللزوجة، وللابن والبنت، ويسأل هل يكون بعمله هذا مخالفاً لشرع الله؟
** يجوز للشخص أن يقسم ثروته فى حياته بين زوجته وأولاده وأن يعطى قدراً منها للفقراء والمساواة بين الأولاد مطلوبة فى هذا التقسيم شرعاً والتمييز بينهم ممنوع، وهذا التقسيم لا يخضع لنظام الميراث الذى هو حق للورثة بعد وفاة مورثهم.
الميت يشعر
** هل يشعر الميت فى قبره بزيارة أقاربه له وما هى آداب الزيارة الشرعية وهل يجوز شرعاً أن يقوم شخص باداء صلاة وصوم نيابة عن قريب له توفى بعد مرض طويل؟ وكيف تقدر هذه المدة؟ وما هى النية الواجبة فى هذا الشأن إن كان الأمر جائزاً؟
** تنص الأحاديث الصحيحة على أن الميت يشعر بزيارة أهله واصدقائه له وأنه يرد السلام على من يسلم عليه فى قبره ويعرفه إن كان قد عرفه فى الدنيا. أما أداب الزيارة فأهمها أن يستقبل الزائر قبر الميت ويسلم عليه ويدعو له بالمغفرة والرحمة وإن شاء قرأ عنده فاتحة الكتاب أو ما شاء من القرآن. وكان النبى صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أن يقولوا عند زيارتهم للقبور: السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم ونسأل الله لنا ولكم العافية (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) وقد اتفق العلماء على أن الميت ينتفع بدعاء ابنه الصالح، ومن أقوى ما ينتفع به الميت انتفاعاً مباشراً ثواب الصدقات على الفقراء والمحتاجين، ويجوز قضاء الصلاة والصوم والحج نيابة عن المتوفى المريض لو ورد أحاديث فى الصحيحين تفيد ذلك أما تقدير المدة فيكون على وجه التقريب، ولا يقيد الشخص بصيغة معينة وهو يقضى هذه الفروض عن المتوفى بل يكفى أن ينوى بقلبه أنه يؤدى عنه هذه الفروض.

No comments:

Post a Comment