Thursday, April 9, 2009

هذه الفتاوى أجاب عنها فضيلة الشيخ محمد السنراوى

** أنا طبيب أعانى أشد المعاناة من مأمور الضرائب الذى يقدر على تقديرات جزافية. فهل يجوز اتخاذ وسائل غير مشروعة لتفادى هذا التقدير؟
** الضرائب التى تحصلها الدولة تعود على الشعب فى خدمات عامة هى من الضرورة بمكان وينبغى على كل إنسان أن يدفع حق الدولة عليه الاستقرار الأمن الاجتماعى داخل الأمة، ولما كان مأمور الضرائب قد ظهر منه المغالاة والتقدير الجزافى فمن حقك الطعن فى تقديره ومن حقك طلب غيره مع إظهار المستندات الدالة على دخلك العام. أما اتخاذ وسيلة غير مشروعة لتفادى المغالاة فهذا عين الفساد فى مجتمع ينشد الطهارة وإخفاء الحقائق أشد ضرراً على المجتمعات. وهناك طرق مشروعة ينبغى اتخاذها ليكون الرزق طاهرا وتكون النفس مطمئنة.
الأطباء والعدوى
**
يحكم عملى كطبيب وفى أثناء العمليات الجراحة اتعرض للعدوى بأمراض خطيرة كالتهاب الكبد الوبائى أو فقدان المناعة وكلها أمراض ليس لها حتى الآن علاج فعال، فهل يتحتم على الاستمرار فى عملى لأنه فرض عين أم ماذا افعل؟
**إن مهنة الطب مهنة الرحمة، وهى من أعظم القربات إلى الله وعندما يقبل الطبيب على العملية الجراحية، ينبغى أن يتحصن بمقومات تقيه وساوس النفس ومخاوف القلب أولها الثقة التامة فى الله الشافى مع التوكل عليه سبحانه والأخذ بالأسباب. ثانياً الثقة بالنفس وعدم الخضوع للوسوسة وهواجس الشيطان. ثالثاً: أن الاحتياطات الطبية والوقائية فى أثناء العملية وبعدها هى عامل مساعد لتقوية الشخصية أمام الخوف الملازم حتى يتلاشى هذا الخوف من ذاكرة الطبيب. فلو أن كل طبيب وضع الهواجس فى نفسه ما وجدنا طبيبا شافيا أو معالجاً. رابعاً: لم نجد فى دنيا الطب حتى الآن من وضع المخاوف أمامه لأن الموت قد يأتى بسبب أو بغير سبب، وما دمت تؤمن بالله فاعلم أن الشفاء من عند الله مصداقا لقوله تعالى (وإذا مرضت فهو يشفين).
الزكاة والشقة
** انا سيدة منفصلة عن زوجى ومسئولة عن أربع بنات، لكنى أعيش فى شقة باسم زوجى وهو متزوج بأخرى ويهددنى بالطرد من الشقة
كل يوم، وقد أخذت منه نفقة المتعة وأضفت إليها مبلغاً مدخراً يقدر بعشرين ألف جنيه وقمت بإيداع هذه المبالغ فى بنك كشهادات استثمار ولا تصرف هذه الشهادات إلا بعد عشر سنوات وقد نويت أن أشترى بهذا المبلغ شقة لأولادى، فهل على زكاة فى هذا المال المودع، علماً بأننى لو أخرجت زكاته لا أستطيع شراء الشقة فما الحكم؟
** نفيد بأن الشرع لا يطالبك بزكاة ما دام المال أنت فى حاجة إليه لأمر ضرورى مثل شراء شقة لإيواء الأسرة، لأن هذا من الضروريات. فإذا وجه المال إلى شراء الشقة ففى هذه الحالة لم يكتمل نصاب الزكاة، وعليه فلا زكاة عليك من أجل استقرار الأسرة وعدم استكمال نصاب الزكاة. فإذا كان الباقى بعد شراء الشقة كامل النصاب فعليك إخراج الزكاة على ما تبقى.
الإضراب عن الطعام
** م
ا حكم المضرب عن الطعام للحصول على مطالبه؟
** حكم المضرب عن الطعام هو تمرد على النظام العام. وهذا يرفضه الدين ويمكن الحصول على المطالب بالطرق المشروعة.
الرجوع فى النذر
** شيدت عقارا وبقيت منه مسافة بالدور الارضى وأردت تخصيصها كمصلى أو زاوية ولكنى وجدت المساجد تحوط العمارة من كل جانب، وليس فى استطاعتى استكمال الزاوية على فرض بنائها، فهل يمكن توجيه هذا المكان لعمل الخير؟
** يقول الحق (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله) وعمارة المساجد هى عمارة القلوب بالحب وعمارة العقل بالتفكير فى الله، وعمارة النفس بالسكينة، ولما كانت المساجد تحوط بالعمارة من كل جانب، فيكون بناء الزوايا تفريقاً لوحدة المسلمين فى مثل هذه الأمور، ولك أن تجعل هذا العقار مكتبا لتحفيظ القرآن، فإن للقرآن عائدا لك ولذريتك ولك أن تهب ريع هذا المكان إذا أجرته لينتفع به طلاب العلم أو اليتامى والمساكين أو تجعله وقفاً موثقاً للأوقاف لتوجيه الريع إلى مصارف الدعوة الإسلامية، وبهذا تكون قد فعلت أحسن الخير بدلاً من تفرق المسلمين فى زوايا متناثرة لا تجد مرشداً ولا إماماً هادياً.
العقيقة عن أربع
** ما هى العقيقة وما حكمها وهل تتعدد بتعدد المواليد أم تجوز عقيقة واحدة عن أربعة أولاد؟
** العقيقة هى شاة تذبح للمولود يوم سابع ولادته، وهى سنة مؤكد مصداقاً لقول رسول الله: "كل غلام رهين بعقيقته تذبح عند يوم سابعة ويحلق رأسه، وهى من القربات التى يتقرب بها العبد إلى الله شاكراً له على نعمة المولود ووسيلة من وسائل حفظه ورعايته، فإن لم يتمكن ولى المولود فى اليوم السابع له أن يذبح يوم الرابع عشر أو الحادى والعشرين وينطبق على العقيقة ما ينطبق على الأضحية فى توزيع لحمها ولا يجوز ذبح شاة عن جملة الأولاد، وإذا لم يتمكن لا شئ عليه.
العدل والاعتدال
**
هل هناك علاقة بين العدل والاعتدال، نأمل الاجابة على ضوء ما ذكر فى القرآن من آيات
** العدل هو اعتدال الموازين القيمية والمادية وهو بالمعنى العام واجب الالتزام به مصداقاً لقوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذى القربى) وقوله تعالى (واقسطوا إن الله يحب المقسطين) والاقساط هو نزاهة العدل، والعدل يكون فى الأقوال مصداقاً لقوله تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) ويكون فى الأحكام لقوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل). والعدل يتجلى فيما يلى: العدل مع الله بتوحيده، والعدل فى الحكم، والعدل بين الزوجات، والعدل بين الأولاد والعدل فى القول. والمعتقد فى الصدق والأمانة أما الاعتدال فهو أهم من العدل ويشمل شئون الحياة جميعها، فالاعتدال فى العبادة عدم المغالاة وفى الانفاق عدم الاسراف، وفى اللباس عدم التفاخر، والاعتدال ثمرة الاستقامة والتقوى مصداقاً لقوله تعالى (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون
).

No comments:

Post a Comment